أتحدى الرحيل بالحبر والحنين: حكايات من زمن الحكم العسكري
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف
أفضل ما يمكن للإنسان الحصول عليه بعد رحيله عن هذه الدنيا رفيقة درب، تكمل مشوار العمر، وترفع لواء المعرفة الذي آمنت به طيلة أيام حياتك، وهذا فعلا ما تقوم به قولا وفعلا الكتابة والأديبة شوقية عروق منصور، مع تخليد أعمال رفيق دربها الكاتب والأديب الراحل تميم محمود منصور، في مؤلفه “حكايات من زمن الحكم العسكري” الذي يزين غلافه لوحة الفنان التشكيلي الفلسطيني إسماعيل شموط، وجاء في الإهداء الذي حمل توقيع الكاتبة شوقيه عروق منصور زوجة الكاتب الراحل: “اليك ما زلنا نتبادل الكلام، رغم الغياب، ما زلت أنبش في كتاباتك وأقرأ الحروف بشوق وأتحدى الأبواب التي أغلقت وأتحدى الرحيل بالحبر والحنين”.
جاء في الكتاب الذي يستند الى حكايات جرت زمن الحكم العسكري عايشها الكاتب بشكل شخصي، وبعضها الآخر سمعها من رجال عاشوا المعاناة وذاقوا مرارة الحكم العسكري تحت سياط ذاك الحكم عاش الفلسطينيون الباقون في أرضهم، والذي استند في ادارته لشؤون المواطنين العرب المدنية الى أنظمة قوانين الطوارئ البريطانية التي تعود للعام 1945. وكانت النظرة السائدة عن العرب الذين بقوا على أراضيهم عقب انشاء دولة إسرائيل انهم أعداء او طابور خامس ضد الدولة الناشئة حديثا. لذلك خضع العرب بين الأعوام 1948 وحتى 1967 للحكم العسكري وقد انتهى بعد ان ضمت اسرائيل كلا من الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان تحت سيادتها. حكايات جرت احداثها في طيرة بني صعب بلدة الكاتب وقد قام بتسجيلها جاعلا منها جسرا للرواية الشخصية العصية عن النسيان.
يعد هذا الكتاب الأخير للأديب الراحل في أيلول/سبتمبر 2021، وقد سبق له أن نشر قبلها الكتب: الأمس لا يموت، جمرات داخل رماد الأيام، الحاضر الذي مضى، أيام فلسطينية، مذكرات معلم، الانقلابات العسكريّة داخل الأقطار العربيّة، العرب بين الوحدة والانفصال، التّاريخ يكتبه المنتصرون، إضافة الى عشرات الدراسات التاريخية، وانتظامه في كتابة المقال الأسبوعي. ويعتبر الأديب الراحل، من المؤسسين للحركة التقدمية مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وكذلك حزب “التجمع الوطني الديمقراطي” أواسط التسعينيات، كما شغل عضوية اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب لسنوات متواصلة.
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، باحث دراسات ثقافية ومبادر منصة هُنا الجنوب