عبرانيو الأولى والثالثة والثانية: هذا هو الحل للحيلولة دون الانجراف لفم الهاوية

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف

أصدر المعلق السياسي والصحافي الإسرائيلي اري نمرود شافيت (65 عاما) الذي شغل أيضا منصب رئيس مجلس إدارة جمعية حقوق المواطن في إسرائيل كتابه الجديد بعنوان “انقاذ إسرائيل” خلال الشهر الجاري آذار/مارس 2023 انطلاقا من مسؤوليته للتعليق على الاحتجاجات التي تعم كبرى المدن لمناهضة الإصلاحات القضائية المثيرة للجدل التي طرحتها حكومة نتنياهو السادسة. يعد هذا الكتاب الثالث لشافيت بعد احراز كتابه بعنوان “أرضي الموعودة”، على “انيسفيلد وولف” في 2013 وهي جائزة الأدب الأميركي للأعمال التي ساهمت في فهم العنصرية. إضافة الى جائزة الادب السويسري “يان ميخلسكي” في 2015.

جاء في الكتاب الصادر عن دار النشر “يديعوت احرونوت للكتب” والذي يقع في 128 صفحة، وهو متوفر كذلك بصيغة صوتية التي يمكن الاستماع اليها في اقل من ساعة ونصف “هذه ساعة طوارئ، الانقسام الداخلي في إسرائيل أصبح تهديدا وجوديا حقيقيا. إذا لم نصل إلى رشدنا وإذا لم نغير الاتجاه – فقد ينهار الهيكل الثالث. فقط المصالحة بين إسرائيل الأولى وإسرائيل الثانية هي التي يمكن أن تنشئ تحالفًا صهيونيًا يمكن للأغلبية الإسرائيلية أن تعيد التجمع حوله وتجنب الكارثة”.

يضيف شافيت “دولة اسرائيل هي اعجوبة. لم تفعل أي دولة أخرى ما فعلناه: إعادة إنشاء وطن قومي بعد ألفي عام. لم تتمكن أي ديمقراطية تقدمية من الازدهار بالطريقة التي نزدهر بها: بعد الهولوكوست وتحت البركان. بالرغم من كل المشاكل والعيوب والصعوبات فقد تحقق الحلم الصهيوني. أبناؤنا وبناتنا لهم في أرض أجدادنا ما لم يكن لأجدادنا وجداتنا من السيادة والحرية والازدهار والعزة والتقدم. كونها قوة تكنولوجية واقتصادية وعسكرية وسياسية، فإن إسرائيل في القرن الحادي والعشرين هي دولة قوية يمكنها تشكيل مصيرها بأيديها والسير نحو مستقبل مشرق. لكن أزمة 2023 العميقة تعرض المعجزة الإسرائيلية للخطر. تهديد يمحو إنجازاتنا الرائعة ويتركنا بلا مأوى”.

يشير كذلك الى ان “أزمة 2023 تهدد الأمل. لماذا؟ لأنه في أساس قصة النجاح الإسرائيلية كان فهم أن هناك تهديدين وجوديين يحومان فوقنا – من الخارج ومن الداخل. اليهود شعب صغير ومضطهد ساهم في ازدهار الإنسانية أكثر من أي شعب آخر على مر التاريخ، لكن الكثيرين يريدون إبادتهم. والشعب اليهودي شعب ينعم بالمواهب التي للأسف لا تملك الموهبة لتكون شعبا. إنه متأصل في الميل إلى التطرف والانقسام الداخلي وتدمير الذات. التهديد الخارجي جلب لنا الاضطهاد والمذابح والهولوكوست. جلب التهديد الداخلي علينا تدمير الهيكل الأول والهيكل الثاني والنفي. لذلك، من أجل أن يبقى الهيكل الثالث على قيد الحياة ويتقوى ويقف لفترة طويلة، يجب أن نكون أقوى من جميع أعدائنا، ولكن أيضًا نحمي أرواحنا. للقيام بذلك، يجب علينا دائما الحفاظ على توازن دقيق بين المبادئ التي تبدو أحيانا متناقضة. يجب أن تكون إسرائيل قوية وأخلاقية، وطنية وليبرالية، يهودية وديمقراطية. فقط الجمع بين الحزم والانفتاح سيضمن ألا يعيدنا الضعف أو التعصب مرة أخرى إلى فم الهاوية”.

تصاعدت الاحتجاجات منذ بداية العام عندما اقترحت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية المتشددة تشريعا جديدا من شأنه أن يحد من سلطة المحكمة العليا. حيث يخرج أسبوعيا حشود من الإسرائيليين إلى الشوارع احتجاجا على خطة الحكومة المثيرة للجدل لتعديل النظام القضائي ويقطعوا طرقا في أنحاء البلاد تنديدا بهذه الخطوة. وأثارت الخطة القلق في الداخل والخارج على وضع الديمقراطية في إسرائيل. وانضم جنود الاحتياط بالجيش إلى الاحتجاجات. ويقول نتنياهو، الذي يُحاكم بتهم فساد ينفي ارتكابها، إن إصلاح النظام القضائي ضروري لإعادة التوازن بين دوائر الحكم. ويقول منتقدون إن ذلك سيُضعف الديمقراطية في إسرائيل وسيمنح الحكومة صلاحيات غير خاضعة للرقابة.

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، مزارع في حقول الثقافة ومبادر منصة هُنا الجنوب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى