كوكب الشرق “حنجرة الزمان” ليست الوحيدة التي تغار من نسمة الجنوب

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف

تصدح حنجرة سيدة الغناء العربي وكوكب الشرق أم كلثوم بكلمات أحمد رامي وألحان رياض السنباطي عاليا في دوائر وزارة الخارجية الإسرائيلية هذه الأيام وخصوصا هذا المقطع تحديدا “وانني من هيام قلبي وشدة الوجد واللهيب.. أغار من نسمة الجنوب على محياك يا حبيبي.. وأحسد الزهر حين يهفو على شفا جدول لعوب”. تزامنا مع اصدار الناقد الدكتور أحمد يوسف علي، أستاذ النقد الأدبي والبلاغة، عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات السردية، وعضو مؤسس لها. الذي عمل رئيسا لقسم اللغة العربية بآداب الزقازيق ثم وكيلا للكلية للدراسات العليا تحديدا مع اصدار كتابه الجديد بعنوان “أم كلثوم الشعر والغناء”.

أفردت الإذاعة الرسمية العبرية لهذا الكتاب زاوية خاصة في ملحق الثقافة الإذاعي الأسبوعي، واقتبست مقدمته التي جاء فيها “عرف عن كبار المغنين في حياتنا المعاصرة أنهم يؤدون ما يوضع لهم من ألحان لكلمات يكتبها الشعراء الذين يكتبون بالفصحى أو بالعامية، وأن تدخل هؤلاء المغنين فيما يغنون تدخل محدود في قبول النص الشعري أو رفضه، أو في تعديل طفيف لكلمة هنا أو كلمة هناك من كلمات النص. ولكن لم يكن مألوفًا ولا معروفًا أن يعلن المغني موقفه الصريح فيختار من النصوص، ما يختار، ويقبل منها ما يقبل وفق رؤية فكرية واجتماعية تحدد علاقته بمجتمعه وبقضاياه، وعلاقته بمجتمعه العربي، ومجتمعه الإنساني. فقد مارست أم كلثوم هذا الدور بوعي ورؤية واقتدار في كل ما قدمته من القصائد. فغنت أولا من عيون الشعر العربي منذ القرن الثالث الهجري حتى وقتها، وغنت لشعراء مصريين، وعرب، وشعراء من خارج الثقافة العربية”.

كذلك جاء أنها “غنت لشعراء اختارت أن تغني لهم بعد رحيلهم واستدعت شعرهم وكأنه بعث جديد، ولما لم تكن قصائد هؤلاء الشعراء مكتوبة للغناء أو لقالب القصيدة المغناة، فقد بزغت رؤيتها الفنية في اختيار النص وتكوينه وبناء وحداته من بين عشرات الأبيات التي كتبها الشاعر في قصيدة مثل نهج البردة أو النيل أو ولد الهدى أو الأطلال أو غير ذلك، ومن ثم فإن أم كلثوم غنت القصيدة وهي شكل من أشكال الغناء كتبها هذا الشاعر أو ذاك للغناء، وغنت القصيدة التي لم يكتبها صاحبها للغناء، وكونت أم كلثوم نصها ووفرت له وحدته من حيث التماسك النصي، ومن حيث الموضوع والرؤية”.

لم يستغرق الوقت طويلا لإدراك جمهور الإذاعة الرسمية العبرية السبب الحقيقي الذي يقف خلف هذا الاعتناء بالكتاب الذي تم توقيعه مؤخرا خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 54 تحت شعار “القاهرة تكتب، بيروت تنشر، وبغداد تقرأ”. اذ نشر ميتفيم – المعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية الإقليمية – تقريرا مفصلا عبر صحيفة “يديعوت احرونوت” يحذر فيه من تدهور الجنيه المصري، وقال المعهد انه “يجب على إسرائيل أن تتأكد من أن أهمية الحفاظ على الاستقرار في مصر تظل كما هي، حيث يمثل الوضع الاقتصادي قضية دائمة لكل نظام حكم في مصر في مواجهة التحديات الهائلة – مع تزايد السكان، وندرة مصادر الدخل، والسياسة الاقتصادية في تعزيز الإصلاحات الأساسية. وتفاقم الوضع في السنوات الأخيرة بسبب أزمة كورونا والحرب في أوكرانيا. على الرغم من زيادة صادرات الغاز من مصر، التي وصلت إلى كميات قياسية، وحتى بيعها بأسعار مرتفعة، وفي الآونة الأخيرة، أصبح الوضع أكثر حدة، حيث تسمع أصوات تحذر من إمكانية الإفلاس”.

يأتي تحذير المعهد الإسرائيلي تزامنا مع تقرير البنك الدولي الذي حدد فيه “أكثر دولتين” يقلق بشأنهما بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحسب البنك الدولي، فإن لبنان وتونس هما أكثر دولتين يشعر بالقلق بشأنهما في المنطقة، تليهما مصر والأردن. وأعلنت مصر مؤخرا أنها تخطط لبيع حصص في 32 شركة حكومية على الأقل بحلول نهاية اذار/مارس 2024.

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، مزارع في حقول الثقافة ومبادر منصة هُنا الجنوب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى