أول وزير خارجية وثاني رئيس وزراء إسرائيل: أجراس العودة (لن) تقرع

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف

منذ نشوء قضية اللاجئين الفلسطينيين في حرب عام 1948، كانت سياسة إسرائيل قائمة على التوقع والأمل في أن تتقلص القضية على مر السنين دون أي حاجة حقيقية للتعامل مع اللاجئين. وكان هذا التوقع معقولاً في ذلك الوقت، الا انه منذ ذلك الحين مع بداية القرن العشرين كان هناك ملايين اللاجئين في أوروبا وعشرات الملايين من اللاجئين في آسيا لم يُسمح لأي من هؤلاء اللاجئين بالعودة إلى ديارهم، ولم يتم إعادة توطين سوى عدد قليل من اللاجئين نتيجة للسياسات المخططة. في معظم الحالات، تشتت اللاجئون وقاموا ببناء حياة جديدة في بيئات تميل إلى قبولهم.

يأتي كتاب “هم لن يعودوا: مشكلة اللاجئين الفلسطينيين والسياسة الخارجية في السنوات الأولى للدولة”، الصادر عن دار رسلينج في نيسان/ابريل 2018 للباحث المتوفى شيلي فريد على الأونروا وهي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى، من أجل المساعدة والحماية وكسب التأييد للاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية وذلك إلى أن يتم التوصل إلى حل لمعاناتهم، اذ تقدم الأونروا خدمات في مجالات التعليم والصحة والإيواء والإغاثة لنحو 6 ملايين لاجئ مسجلين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية إضافة إلى اللاجئين في دول مجاورة مثل الأردن ولبنان وسوريا. حيث تواجه الأونروا مشكلات في الميزانية سنويا بينما تتهم إسرائيل الأونروا بسوء الإدارة والتحريض ضدها.

يعيش معظم اللاجئين الفلسطينيين حاليًا تحت خط الفقر، فيما يعتمد كثرٌ منهم على المعونات الإنسانية، التي تشمل المساعدات النقدية والغذاء التي تقدمها الأونروا، بحسب الوكالة الأممية. وتأسست الوكالة بقرار من الأمم المتحدة عام 1949، أي بعد عام من تأسيس اسرائيل، وتتولى تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية والتربوية لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني موزعين على مخيمات في سوريا والأردن ولبنان إضافة الى مخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة.

مما جاء في الكتاب الذي يستند الى رسالة الدكتوراه ويقع في 360 صفحة بان إسرائيل طمحت في تقديم التعويضات للاجئين الفلسطينيين والاستقرار في الدول العربية التي آوتهم خلال الحرب. وأوضح بأن هذا الموقف قبله الرأي العام الإسرائيلي، خاصة بعد الهجرة الجماعية لليهود من الدول العربية. الا انه يقول ان الرؤساء العرب استغلوا محنة اللاجئين لتعبئة النقد ضد إسرائيل، لكن إسرائيل شجعت انتهاج سياسة “الإهمال غير المؤذي” على أمل أن تختفي القضية، حيث اعتقدت الحكومة أن أي إشارة إلى القضية لن تؤدي إلا إلى تكثيف حضورها. استوعب المفكرون في العالم الأكاديمي وفي الصحافة الإسرائيلية هذا النهج، ولم يتم التطرق إلى قضية اللاجئين من جميع جوانبها بشكل ممنهج.

عن اتخاذ الباحث هذا العنوان تحديدا للكتاب، قال البحث في معرض كتابه بانه استقاه من حديث موشيه شاريت (1894 – 1965) الذي كان رئيسا للدائرة السياسية في الوكالة اليهودية، وأول وزير للخارجية في إسرائيل (1948 – 1956)، وثاني رئيس حكومة ( 1954- 1956). وجاء ذلك بشكل خاص خلال اجتماع الحكومة المؤقتة المنعقدة في 16 حزيران/يونيو 1948. حيث تم تحديد النقاط الرئيسية لسياسة إسرائيل بشأن قضية اللاجئين. وقد تميزت هذه السياسة بمنع عودة 700 ألف لاجئ إلى أماكن إقامتهم، والترويج والعمل على توطينهم في مواقعهم الحالية (أي في الدول العربية بشكل أساسي)، والاستعداد لدفع اموال اللاجئين، من خلال هيئات تمثيلية، وتعويض شامل عن ممتلكاتهم. وتحديدا في فصل الخريف بعد توقيع بروتوكول لوزان بتاريخ 12 أيار/مايو 1949 بين مندوبي البلاد العربية مصر وسوريا ولبنان والأردن من جهة وإسرائيل من جهة أخرى. التي وافقت فيها إسرائيل على عرض أميركي للسيطرة على قطاع غزة، بما في ذلك تجنيس مئات الآلاف من السكان واللاجئين. ثم عرضت استقبال مائة ألف لاجئ فلسطيني. الا ان هذه المبادرات فشلت فشلا ذريعا.

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، مزارع في حقول الثقافة ومبادر منصة هُنا الجنوب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى