بمناسبة اقتراب موسم انتخابات السلطات المحلية: ماذا عن أدب القبيلة؟

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف

أدب قبيلة أم أدب شعب؟ بهذا العنوان يختار أ.د. حنان حبير (70 عاما) محاضر الأدب العبري في الجامعة العبرية واستاذ كرسي اللغة العبرية وآدابها والأدب المقارن في جامعة ييل، الخوض في نوعية هذا اللون الإبداعي ومناقشة مسألة هوية الأدب العبري المعاصر. النظرية النقدية التي يلجأ إليها الأدب العبري المكتوب خلال فترة الاستيطان الأولى في فلسطين العثمانية وبعدها خلال الانتداب البريطاني تتحدى العلاقة التي كانت قائمة آنذاك بين هويتها القبلية وهويتها الوطنية، وتروي تاريخ الجدل النقدي العاصف الذي دار حولهم في الأدب.

يتضمن الكتاب مناقشات تفسيرية متعمقة لرواية “انتقام الآباء” التي نشرها يتسحاق شمي المولود في الخليل عام 1927. من خلال تحليل آليات العنف والانتقام في رواية شيمي، يجمع المؤلف الهياكل الثقافية والسياسية العميقة لفترة الاستيطان والهجرات اليهودية الاولى. خصوصا بان الرواية تسمح بقراءتها بطريقة جدلية تتبع صعود وهبوط الخط الفاصل بين الفلسطينيين واليهود الذي رسمته الصهيونية. الأدب العبري موجود في الكتاب كساحة للصراعات القومية والقبلية والعرقية والجنسانية – لكن التحليل الشعري المفصل للرواية يسمح لنا برسم أفق من الأمل للوجود المشترك للأمم المتورطة في صراع دموي متواصل. وكانت بريطانيا قد اضطرت أمام الثورة الفلسطينية عام 1936 الى اعادة تقييم سياستها في فلسطين فنظمت مؤتمرا في لندن وأصدرت عام 1939 “الكتاب الأبيض” الذي قيد بيع الاراضي لليهود في فلسطين كما قيد هجرتهم خلال خمس سنوات تبدأ من أول نيسان/أبريل 1939 وهذه الفترة تحديدا جاء صداها مدويا في الادب والشعر العبري الصادر في تلك السنوات.

الولاء للقبيلة ام انه تساؤل لتوسيع نطاق القبيلة الضيق؟ جاء ذلك جليا مع المثال الذي قورن بحياة الروائي عاموس عوز (1939-2018)، الكاتب الأكثر شهرة في إسرائيل والمؤيد الصريح لحل الدولتين للصراع مع الفلسطينيين، حيث انه وعلى مدار 50 عاما من العمل، سجل عوز صعود بلاده من رماد الهولوكوست وصراعاتها بين اليهود والعرب والعلمانيين والمتطرفين والمحافظين والليبراليين. ولاقت كتاباته استحسانا دوليا وكان خيارا مفضلا للمراهنين على فوزه بجائزة نوبل للآداب، لكن آراءه السياسية أثارت ضغينة في الداخل في بعض الأحيان. ولد عاموس كلاوسنر في القدس لأبوين مهاجرين من أوروبا الشرقية ثم انتقل إلى كيبوتس في سن 15 عاما بعد انتحار أمه. وغير لقبه إلى عوز وتعني “القوة” باللغة العبرية. شارك عوز في حربي 1967 و1973 ليعيش تجارب كانت وراء مناصرته لتسويات مع الفلسطينيين بشأن الأرض رغم أنه كان أكثر حذرا بشأن آفاق التسوية مع حركة حماس في قطاع غزة. الا انه دوما ما كان يردد بانه مواطن اصلاني تماما كما هو الفلسطيني الذي يتناول خطاب الاصلانية في حديثه عن حقه على هذه الأرض.

يعتقد مؤلف كتاب أدب قبيلة أم أدب شعب؟ الصادر في آب/أغسطس 2022 والذي يقع في 206 صفحات بأن الأصوات المتنوعة داخل الادب العبري المعاصر هو عنصر قوة، وليس كما الحال مع الصوت العبري الأبيض القادم تحديدا من أوروبا، ولا يمكن التطرق الى بدايات انبعاث الادب العبري المعاصر دون الإشارة الى هذا “اللون القبلي” دون غيرهم من المشارب العبرية التي لم تهاجر من أوروبا الى أرض الميعاد. كما يرى بان “مجموعة متنوعة من وجهات النظر والأصوات والصور والانفتاح والتعددية، من شأنه أن يخلق جوا أكثر شجاعة هنا في المدارس والجامعات”.

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، مزارع في حقول الثقافة ومبادر منصة هُنا الجنوب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى