قائمة البوكر القصيرة دون الهزيمة والخراب: مواجهة الموت بحب أرمل في الخمسينيات

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف

أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية عن روايات القائمة القصيرة في دورتها السادسة عشرة، وهي “مُنّا” للصديق حاج أحمد، و”حجر السعادة” لأزهر جرجيس، و”كونشيرتو قورينا إدواردو” لنجوى بن شتوان، و”أيام الشمس المشرقة” لميرال الطحاوي، و”الأفق الأعلى” لفاطمة عبد الحميد، و”تغريبة القافر” لزهران القاسمي. وتعلن الرواية الفائزة في احتفالية تعقد في أبو ظبي، الأحد 21 أيار/مايو 2023.

أوضح محمد الأشعري، رئيس لجنة التحكيم: تتميز القائمة القصيرة لهذه السنة (2023) بتنوع كبير في المضامين، فمن تفسخ مجتمع ما بعد الحرب والصراعات الطائفية، ووقوع عبء هذا التفسخ على الطفولة وعلى البسطاء من الناس، كما في رواية “حجر السعادة”، إلى أسطورة الماء وتجلياتها في ذاكرة الناس ومخيالهم الجماعي كما في رواية “تغريبة القافر”. ومن عوالم الهجرة وتقلبات الإنسان بين أعطاب المكان الأصل وعنف مكان النزوح، كما في رواية “أيام الشمس المشرقة”، إلى صراع الإنسان مع الظلم والاستبداد السياسي الذي لا يغلق باب جحيم الحاضر حتى يفتح باب جحيم المستقبل، كما في رواية “كونشرتو إدواردو قورينا”. ومن أهوال اللقاء مع الموت والحب ومع تقاطعاتهما الدائمة، كما في رواية “الأفق الأعلى”، إلى عوالم الصحراء بين جنوب الجزائر وشمال مالي، عندما يحولها الجفاف والمجاعة والوضع القبلي إلى مرآة تعكس جبروت الصحراء وهشاشتها في آن، كما في رواية “مَنّا”. ومع هذا التنوع في المضامين، فإن القارئ سيلتقي في هذه الروايات بكل تجليات الرواية العربية الحديثة، في بناءاتها، وخصائصها السردية، وفي أساليبها وتعدد أصواتها ولغاتها.

تمكنت الرواية السعودية “الأفق الأعلى” للروائية فاطمة عبد الحميد، من إزاحة رواية “ليلة واحدة تكفي” للكاتب قاسم توفيق الأردني من أصل فلسطيني من مواليد جنين، والوصول الى القائمة القصيرة وهكذا تمكنت البوكر العربية لهذه الدورة من إزاحة ثقل نكسة الهزيمة الحزيرانية والخراب السوري من قائمتها القصيرة.

كُتبت “الأفق الأعلى” للكاتبة السعودية فاطمة عبد الحميد بسخرية سوداوية، يرويها الملاك عزرائيل، ملاك الموت، الذي يخاطب القارئ مباشرة ويخبره عن الأشخاص الذي يلتقي بهم وعن ردود أفعالهم عند اللحظة الحاسمة. ومن خلاله، نتعرف على سليمان، أرمل في الخمسينيات من عمره، كانت قد زوّجته أمه بفتاة تكبره بإحدى عشرة سنة، وهو لا يزال مراهقاً في الثالثة عشرة من عمره. وكان يعيش طوال عمره في ظل حماية نساء مختلفات، ولا يستطيع الاعتناء بنفسه أو القيام بأبسط الأشياء، وبذلك يمثّل صورة معاكسة للصورة النمطية للرجل العربي القوي. يبقى سليمان وحيداً في شقته إلى أن يلمح من شرفتها طيف جارته، التي ستصبح شريكة له في مغامرة حب لم تكن في الحسبان. وكأن الرواية تقول إن التخطيط والتنبؤ بالمستقبل أمران مستحيلان، فقد تخدعك الحياة ويعبث بك الموت؛ ومهما فعلت، لا تستطيع الإفلات من عشوائية الأقدار. وفاطمة عبد الحميد كاتبة سعودية من مواليد جدّة، السعودية، عام 1982. حصلت على باكالوريوس في علم النفس وعلمت في التعليم. تعمل معالجة نفسية. صدرت لها مجموعة قصصية بعنوان “كطائرة ورقية” (2010)، وثلاث روايات، هي “حافة الفضّة” (2013)، “ة النسوة” (2016)، و”الأفق الأعلى” (2022).

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، مزارع في حقول الثقافة ومبادر منصة هُنا الجنوب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى