أي جمال بعد عيونكن يذكر؟ زغرودة الماجدات على هذه الأرض سيدة الأرض

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف

يعرض كتاب الدكتور جوني منصور “يوم الارض: المسيرة التاريخية للشعب الفلسطيني في دفاعه عن ارضه ووطنه”، الصادر عن وزارة الثقافة الفلسطينية في 2016، ويقع في 209 صفحة، وقائع يوم الأرض الفلسطيني الخالد الذي يحتفى به عالميا في ذكراه الـ47. وبالتزامن مع حلول الذكرى أصدرت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل بيانا جاء فيه “أن ما يسمى بقانون القومية، الذي يحصر حق تقرير المصير على أرض فلسطين باليهود، والذي أقره الكنيست عام 2018 لا يغير من الحقيقة التاريخية شيئا”، وأضافت في بيانها ان “الظروف التي تمر بها جماهيرنا العربية لا تقل خطورة عن ظروف يوم الارض في 1976 بل هي اشد وأعتى”. فيما أقرت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا والمجلس الإقليمي للقرى مسلوبة الاعتراف تنظيم فعالية يوم الأرض الخالد، يوم السبت، في قرية أم رتام التي شهدت هجمة إسرائيلية، بعد توزيع أوامر إخلاء وهدم، بينما تجري المسيرة السنوية المركزية في مدينة سخنين بالجليل يوم الخميس الثلاثين من مارس/آذار.

يوضح الدكتور جوني منصور في كتابه، بأن “يوم الأرض عام 1976 كان بمثابة الشعلة الأولى التي تقوم فيها الجماهير العربية بتنظيم عمل مشترك، بما يشبه الثورة”. خصوصا انه أصبح مع مرور الزمن أحد رموز نضال الجماهير العربية في البلاد ضد التمييز ضدهم وانتهاك حقوقهم. ما يدعوهم لإحياء الذكرى السنوية، تخليدا لذكرى ستة فلسطينيين قتلوا برصاص الجيش الاسرائيلي خلال تظاهرهم احتجاجا على أمر بمصادرة آلاف الدونمات من أراضيهم. وإثر تدخل الجيش الاسرائيلي في العام 1976 لقمع التظاهرة قتل ستة فلسطينيين قبل أن تتراجع اسرائيل عن قرارها بمصادرة الاراضي.

يضيف الدكتور منصور بأن “سبعينيات القرن الماضي كانت عقدا تكوينيا للجماهير العربية، فقد تغيرت جميع مجالات الحياة تقريبا تماما. حدث هذا في الوقت انتقلت فيه الجماهير العربية من صراع البقاء إلى التكيف. وعلى الصعيد المدني، ألغت المؤسسة الحكم العسكري الإسرائيلي الذي كان مفروضا حينها ولم يعودوا خاضعين بشكل مباشر الى سلطة للجيش، واقتصاديا، تم دمج القوى العاملة العربية بأكملها في سوق العمل”. ما يعني بحسب الدكتور منصور “ان مظاهرات يوم الأرض عام 1976 كانت ترمز، من جانب اول إلى قيمة الأرض والحاجة الكبيرة للأرض في المجتمع العربي، ومن الجانب الاخر، ترمز إلى التطور الذي حدث في المجتمع العربي منذ قيام إسرائيل، حدث ذلك في الوقت الذي شهد تغييرا جذريا في التعليم وخاصة المجال السياسي “.

يتزامن احياء الذكرى هذا العام مع اشعال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش فتيل موجة تنديد بعد أن قال إنه لا يوجد تاريخ أو ثقافة فلسطينية ولا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني. مما دعا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الحكومة الإسرائيلية إلى التنصل من تصريحات سموتريتش مفادها أنه لا يوجد تاريخ أو ثقافة فلسطينية ولا شيء اسمه الشعب الفلسطيني. كما حذر الأردن من خطورة الفكر “العنصري المتطرف” الذي تبدى بشكل “أرعن مقزز” في تصريحات سموتريتش، بحسب بيان وزارة الخارجية الأردنية. كما واجهت تصريحاته انتقادات دولية حادة حتى من قبل الولايات المتحدة التي اعتبرتها “مهينة” و”خطيرة”.

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، مزارع في حقول الثقافة ومبادر منصة هُنا الجنوب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى