تعب وارتباك غير مبرر أثناء القراءة؟ أهلا وسهلا بكم في رهاب الكتب
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف
رهاب الكتب هو حالة تتمثل في الخوف الشديد وغير المبرر من الكتب أو القراءة، ويعتبر هذا النوع من الرهاب ضمن أنواع الرهاب الخاصة التي تسمى “رهاب المعرفة”، وهو يؤثر على قدرة الشخص على العمل والتفاعل بشكل طبيعي في الحياة اليومية. وهذا ما جاء في كتاب الباحث أ.د. برايان كامينغز “بيبليوفوبيا: نهاية الكتاب وبدايته”، ضمن منشورات جامعة أكسفورد الصادرة في أيار/مايو ن 2022، ويقع في 592 صفحة.
تناول الكتاب أساسا الكتب الملموسة المادية، وكيفية التعامل معها وإتلافها، على مدار 5000 عام من تاريخ الابجدية السومرية وحتى الكتابة عبر الهواتف الذكية. تتمثل نقطة انطلاقه في الفكرة المعاصرة لـ “موت الكتاب” التي ينطوي عليها استبدال الكتب بوسائط رقمية، مع تجارب القرن الحادي والعشرين المصاحبة لجنون العظمة ونهاية العالم الأدبية. يتتبع الكتاب كذلك الخوف المزدوج من المعرفة المطلقة والنسيان إلى أصول الكتابة في بابل القديمة ومصر، ثم إلى عصر جوجل. يكشف الكتاب عن رهاب الكتب من أول إمبراطور صيني إلى ألمانيا النازية، جنبًا إلى جنب مع قصص حول هوس الكتب والببليوغرافيا في الأديان والأدب العالميين. كما يشير الى المحتوى المعرفي المتجسد في الجسد مع العقل. هذه العلاقة بين الجسد والروح، أو الحروف والروح، تحافظ دوما على لغز. الأديان تقوم على الكتب المقدسة.
كتاب “بيبليوفوبيا (رهاب الكتب) نهاية الكتاب وبدايته، عبارة عن تأمل شخصي في تاريخ الكتابة والكتب، من وجهة نظر الهاتف الذكي. وكانت نقطة انطلاقه هي الفكرة المعاصرة لـ “موت الكتاب”، والتي تتجسد ليس فقط في استبدال الكتاب المادي بوسائط رقمية ، ولكن في تجربة القرن الحادي والعشرين المصاحبة لنهاية العالم الأدبي. كما يتتبع الخوف المزدوج من المعرفة المطلقة والنسيان إلى أصول الكتابة السومريا القديمة حتى عصر الذكاء الاصطناعي. كما يناقش موضوعات مثل أصول وفك رموز أنواع مختلفة من الكتابة البشرية؛ وتطوير الوسائط النصية مثل المخطوطات والكتب المطبوعة والذكاء الاصطناعي؛ جمع المكتبات وتدميرها؛ استخدام الكتب كأشياء مقدسة وتمائم؛ وتاريخ الرق والتجديف والرقابة والاضطهاد. نشأت أساليب رهاب الكتب وتمتد عبر تاريخ الكتب. الدين المقارن؛ الفلسفة من أفلاطون إلى هيجل وفرويد؛ ومجموعة متنوعة من الأدب العالمي من القديم إلى المعاصر.
الشعور بالقلق الشديد أو الرعب عند التفكير في الكتب أو القراءة، كما تجنب الأماكن التي تحتوي على الكتب أو الأماكن التي يجري فيها القراءة، والشعور بالتعب أو الإجهاد النفسي عند القراءة أو المحاولة في ذلك. يمكنها أن تسبب هذا الرهاب واستمرار الشعور بالقلق والاضطراب عند مجرد التفكير في الكتب أو مجرد رؤيتها، وقد يتجنب الشخص القراءة والكتابة بشكل عام، مما يؤثر على مستوى تعليمه وعلى قدرته على العمل. وتعتبر العلاجات النفسية كالعلاج السلوكي المعرفي وعلاج الحديث النفسي (التحليل النفسي) من العلاجات الفعالة لرهاب الكتب، كما يمكن تطبيق بعض الاستراتيجيات العملية مثل تحديد أهداف صغيرة ومتواضعة للقراءة والمشاركة في دورات القراءة الجماعية لتحفيز المهارات القرائية والتخفيف من شدة الخوف والتوتر. رهاب الكتب قد يبدأ في أي جيل، ولكن يمكن أن يكون أكثر شيوعًا في فترة المراهقة، وذلك بسبب الضغوط الاجتماعية والعاطفية التي يمكن أن يتعرض لها الفرد خلال هذه المراحل.
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، مزارع في حقول الثقافة ومبادر منصة هُنا الجنوب