هل تذكرين شيئا أيتها الصهباء موشومة الذراع غير بهتان اللون الأحمر

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف

صهباء أوشفيتز هو كتاب الناجية نحاما بيرنبوم التي تأتي على مجموعة قصص ناجيات من الهولوكوست خلال الحرب العالمية الثانية، والصادر في 2021 عن دار أمستردام للنشر والتوزيع، ويقع في 278، وهذا الكتاب معد أساسا للأجيال 13 حتى 18 عاما. الذي يسرد قصة احدى الناجيات من الهولوكوست، التي فرت من أبشع إذلال كان على الثقافة الإنسانية أن تتحمله منذ زمن سحيق، وذلك في الذكرى السنوية لعملية تحرير معسكر الاعتقال النازي “أوشفيتز” الذي يعتبر أحد أكبر معسكرات الاعتقال والإبادة ورمز المحرقة النازية.

جاء في أحداث كتاب “صهباء أوشفيتز” للكاتبة صاحبة الشعر الأحمر – تعد اسكتلندا مركزا لذوي الشعر الأحمر على مستوى العالم، واكثرهم انتشارا في خطوط العرض الشمالية. كما انه لا يعاني أصحاب الشعر الأحمر من مشكلة ظهور الشعر الأبيض مع التقدم في العمر، فكل ما يحدث لهم هو بهتان في اللون الأحمر – “نسير في طابور طويل، كلنا نتبع الجنود. هناك شيء ما في داخلي يأمرني بعدم الاستمرار في المشي – للبقاء حيث أنا – لكن قدمي تمضي قدمًا ضد روحي، وأدرك أنه ليس لدي خيار آخر. وقع الاختيار علي مع فستاني. ومصيري متعلق في أيدي الجنود”.

وتضيف الناجية بيرنبوم في كتابها الذي سيصدر قريبا بالعبرية كذلك تزامنا مع حلول الذكرى الإسرائيلية لضحايا الهولوكوست عشية ذكرى قيام إسرائيل، وتحل المناسبة الأولى سنويا في ذكرى ضحايا الهولوكوست في شهر كانون الثاني/يناير التي تحييها الأمم المتحدة. وتقول عبر قصتها “يأخذونا إلى الساحة الرئيسية. عندما نصلها، نرى عربات خضراء مصنوعة من الخشب المشقق تجرها الخيول الطاعنة في السن. كل يهود القرية موجودون ويصحبهم الكثير من المتفرجين. تكدس الشرطة أصدقائنا وجيراننا في العربات، ويلقون الحقائب على رؤوسهم. تتراكم الأمتعة والأشخاص باستمرار. يحدق المتفرجون فينا كما لو كانوا في السيرك ويزيدون من الضجة بضحكاتهم وسخرية. ثم أرى أن بعض المتفرجين يبكون. أرى كوكيش إيما، وجهها أحمر والدموع تنهمر على وجهها. كان زوجها يمسك بذراعها. ألقي نظرة أخيرة قبل أن أصعد إلى العربة. هنا قمت بأداء التحية للملك مع جميع سكان القرية”.

بحسب الوكالة الألمانية “قبل أن يصبح هذا الاسم مرادفا لمعسكر الإبادة النازي الأشهر، كانت أوشفيتز (واسمها بالبولندية أوسفيتشم) بلدة صغيرة ذات تاريخ متقلب. ففي فترة ما كانت جزءاً من مناطق سيطرة النمساويين، ثم دوقية تابعة لمملكة بوهيميا، ومرة ثالثة خضعت لحكم بروسيا، وفيما بعد انتقلت لمملكة بولندا. أول ذكر لبلدة أوسفيتشم كان في العام 1200 ميلادية، وفي عام 1348 تم ضمها إلى الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وأصبحت الألمانية اللغة الرسمية فيها”. وأضافت كذلك “عندما أصبحت أوسفيتشم نقطة توقف للقطارات مع بداية القرن العشرين، بدأت البلدة في الانتعاش اقتصادياً، ومع نهاية الحرب العالمية الأولى، أصبحت أوسفيتشم مرة أخرى جزءاً من بولندا. كانت هناك حاجة لبناء مساكن للأعداد الكبيرة من العمال الموسميين والجوالين القادمين من المناطق الصناعية المجاورة في سيليزيا العليا. لذلك، تم توطين هؤلاء العمال في منازل جديدة محاطة بالأسوار، وفي ثكنات خشبية. تلك المباني شكلت فيما بعد نواة معسكر الإبادة النازي في أوشفيتز”.

جدير بالذكر أن “صهباء أوشفيتز” هو كذلك مصطلح يصف نوع الرماد الذي تم اكتشافه في معسكرات الإبادة خلال الحرب العالمية الثانية، وتحديدا في معسكر الاعتقال والإبادة في أوشفيتز بيركيناو. يتكون الاحمرار من الصمغ وبقايا الوقود والحرائق في معسكرات الإبادة، بالإضافة إلى بقايا الجثث المحروقة الذين قتلوا وأحرقوا من قبل النازيين. وأدت العديد من الأسباب إلى استخدام مصطلح “صهباء أوشفيتز، او الشعر الأحمر من اوشفيتز”، من بينها الرغبة في الإشارة إلى جهود النازيين لمحو كل الأدلة على الجرائم المرتكبة في معسكرات الإبادة، بحيث يصعب جمع المعلومات حول هذه الجرائم.

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، مزارع ثقافة في حقل إنتاج المعرفة، ومبادر منصة هُنا الجنوب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى