حكومة ضفاف الأردن لا تسمح بملكية خاصة جديدة على الأرض
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف
قطعة واحدة هي الرواية الثانية من الرباعية الروائية التي تعنى بما بعد الرأسمالية، من تأليف تهيلا حكيمي اصدار معهد فان لير المقدسي للعام 2023، التي تسرد ما وراء وفاة يورام المفاجأة وغير المتوقعة، وهو مالك أراضي الذي يزرع ثمار البطيخ، تبلغ حفيدته لونا السابعة وتعيش في كنف العائلة وتحت اشراف جدتها إليانور المباشر. فيما علاقتها بوالدتها نوجا التي ربتها بنفسها، بدون أب، هي علاقة فضفاضة. خلال أسبوع المأتم يطفو على السطح ذكرى وفاة ألونا، البنت البكر، وهي الصبية التي شوه موتها جميع أفراد الأسرة، وهو سر نقلته ألونا معها الى القبر؛ وأيضًا الخلاف الصعب بشأن مصير الأراضي، لأن الترتيبات الجديدة الخاصة بحكومة ضفاف الأردن لا تسمح بملكية خاصة جديدة على الأرض، وأصبحت المنطقة بأكملها مجمعا للزراعة التعاونية، تديرها السلطات. يتعين خلال المأتم على أفراد الأسرة أن يقرروا إلى أي مدى تستمر قرارات الماضي في إملاء حاضرهم، وما درجة اليقظة لمطالب الحاضر التي ستسمح لهم بالعيش في سلام مع الماضي.
تسرد رواية “قطعة واحدة” عائلية عاطفية، وفي قلبها قضية الملكية على الأرض في مجتمع يتم فيه اختبار متجدد بشأن مفهوم الملكية. ما هو دور الملكية والإنجازات المادية في تحديد علاقات وهويات أفرادها، وما هي العلاقة بين هيكل الأسرة، والأدوار فيه، وبين النظام الاقتصادي والثقافة التي تعتمد عليه؟ الرباعية الروائية تتحدث عن عالم مستقبلي يجري في عام 2066، وذلك بعد سلسلة من الكوارث البيئية من ناحية، والتسارع التكنولوجي الذي يجعل جزءا كبيرا من العمل البشري فائضا عن الحاجة وينذر بعصر الوفرة المادية من ناحية أخرى، يعيد الشرق الأوسط تنظيمه سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، كما يحدث في مناطق أخرى من العالم. ضفاف الأردن، المنطقة التي تضم إسرائيل وفلسطين والأردن وأجزاء من لبنان وسوريا، هي منطقة ذات حكم ذاتي تخضع لمجلس اتحاد الشرق الأوسط. يحق لكل شخص الحصول على أجر شامل وسكن عام مقابل الساعات المخصصة للمنفعة العامة.
روايات ما بعد الرأسمالية الأربعة هي ثمرة مشروع وُلد في مجموعة بحثية في معهد فان لير تحت إشراف الدكتور كفير كوهين لوستيج. تدور حبكة كل واحدة من الروايات في واقع مشترك، تم تصوره وخلقه من قبل الكتاب الأربعة الذين شاركوا في المجموعة. كل رواية هي عمل كامل في حد ذاته، لكن قراءة الروايات الأربع معا يوسع صورة العالم والمجتمع الموصوفين في الرواية الفردية، ويكشف عن شبكة من الروابط بين القضايا التي أثارتها كل رواية من الأربعة. كل رواية مصحوبة بكلمة ختامية للدكتور كفير كوهين لوستج والبروفيسور شمعون أداف.
وبحسب مجموعة بحث ما بعد الرأسمالية التابعة للمعهد المقدسي الذي تأسس في العام 1959 فانهم يلاحظون انه في السنوات الأخيرة تشهد مفاهيم ما بعد الرأسمالية رواجا في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، سواء من خلال الحديث عن ضمان أساسي عام للدخل، أم الأتمتة (التشغيل الآلي)، أو المصارف التي تعمل على الوقت وليس على المال، أو استخدام منصّات تكنولوجية من أجل بناء آليات اقتصادية جديدة. الاتجاه العام ينبع من الإدراك بضرورة إنهاء النظام الرأسمالي، والحاجة إلى توفير بدائل ترتكز على معان وقيم إنسانية وليس على مبدأ الربح. على أساس هذه التطورات سعى فريق البحث إلى تطوير مفهوم بديل ومشاريع تطبيقية يمكن من خلالها تخيّل وتطوير عالم لا يشكّل فيه الربح الاقتصاديّ المبدأ التوجيهي للمجتمعات البشرية؛ عالم يستطيع فيه الفعل الاجتماعي التحرك خارج جدران السوق الاقتصادية. وقام فريق العمل بتطوير أفكار وموديلات ما بعد رأسمالية جديدة تلائم التحدّيات التي سنواجهها لا محالة.
لوحة الغلاف للفنان التشكيلي الإيراني ساسان نصرنيا.
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، مزارع ثقافة في حقل إنتاج المعرفة، ومبادر منصة هُنا الجنوب