ترويها الينابيع بدموع الحب بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الميت
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف
يأمل معهد فان لير في القدس من خلال تقديمة دراسة تحليلية تطبيقية للدكتور ماريك شتيرن بعنوان “دراسة سياسة مدنية في القدس الشرقية: نحو نظرية تغيير جديدة”، أن تجد صداها لدى الناشطين الاجتماعيين ورؤساء الجمعيات والمؤسسات في القدس والمدراء وقادة الرأي في بلدية القدس التابعة للحكومة الإسرائيلية في العمل على تقليص الفوارق في القدس الشرقية، خصوصا بعد أن احتلت القوات الاسرائيلية القدس الشرقية العربية بما فيها البلدة القديمة بمواقعها المقدسة من الاردن عام 1967 وضمت اسرائيل هذا الشطر من المدينة وأعلنت المدينة كاملة عاصمة أبدية لها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
ترى الدراسة أنه من الضروري تطوير سياسة مدنية جديدة تجاه سكان القدس الشرقية، وإلا فلن تتحقق المساواة والاندماج الاجتماعي. وفقًا لذلك، لا يمكن أيضًا تحقيق الازدهار المحتمل لغرب المدينة. كما ترى ان حل الصراع السياسي وتنفيذ هذه الحلول مسؤولية الجانب الإسرائيلي لأنه صاحب السيادة والمسؤول منذ البداية عن تلك الترتيبات الإشكالية. كما ان حل هذا الصراع هو من الأهمية الأولى ولديه القدرة على إحداث تغيير كبير في الحياة اليومية في المدينة.
تسند دراسة الدكتور ماريك شتيرن التحليلية التطبيقية الصادرة في 2022 عن معهد فان لير الى مجموعة أوراق بحث التي يقدمها الى جانب تقديرات موقف التي يطرحها ضمن نشاطه كزميل بحث في معهد القدس لدراسات السياسة ومعهد ترومان لدراسات السلام في الجامعة العبرية في القدس، وتتناول أبحاثه الجغرافيا السياسية للمدن المقسمة والقدس بشكل خاصة مع التركيز على الطريقة التي تشكل بها علاقات القوة السياسية الحياة اليومية وتنتج التمايز والتكامل في الحيز العام، كما أنه مهتم بالعلاقة المتبادلة بين الدين والمجتمع المدني والسياسة المحلية، وأنهى شتيرن دراسة الدكتوراه في جامعة بن غوريون في النقب من قسم السياسة والحُكم.
كما تناقش هذه الدراسة أهمية والطرق الممكنة للتعامل مع القضايا السياسية العميقة المتعلقة بسكان القدس الشرقية. بعد حرب غزة 2014 والمواجهات من شرق المدينة إلى غربها، اذ بدأت إسرائيل الاستثمار في المجالات الاقتصادية والاجتماعية في شرق المدينة، على أمل أن يؤدي تقليص الفوارق الاقتصادية والاجتماعية إلى حل المشكلة. لكنها في الوقت نفسه استمرت في إهمال القضايا السياسية والمشاكل الخطيرة العميقة التي تميز بين العرب واليهود في المدينة من حيث المكانة والحقوق. وتركز الدراسة على أربع قضايا أساسية: الحالة المدنية، العلاقة بين السكان والشرطة، إضافة الى تخطيط البناء والأحياء الواقعة خارج جدار الفصل. كل فصل في الدراسة مخصص لأحد المجالات ويقدم لمحة موجزة عن طبيعة الصراع، واقتراحات لأدوات السياسة للعمل على الحل.
وتمتد جذور المواجهات التي أودى بحياة المئات للتوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بسبب القدس التي تضم مواقع مقدسة لدى المسلمين والمسيحيين واليهود. ويقدس المسيحيون المدينة كذلك باعتبارها المكان الذي يعتقدون أن المسيح مات فيه ثم بعث حيا. وتعتبر إسرائيل القدس بكاملها عاصمة أبدية لها ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، ولا يعترف المجتمع الدولي بضم إسرائيل للقدس الشرقية. اللوحة المرفقة من سوق الغنم “الحلال” عند مدخل باب العامود صورة أرشيف مكتبة الكونغرس تعود للأعوام 1940-1946. وتعود جذور الرعاية الهاشمية للمقدسات المسيحية والاسلامية في بيت المقدس إلى العام 1924 عندما منح وجهاء فلسطين في القدس حق الرعاية للشريف حسين.
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، مزارع ثقافة في حقل إنتاج المعرفة، ومبادر منصة هُنا الجنوب