الكرامة حق للجميع؟ الآلام المنسية في غياهب سجون النساء
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف
يحلل الكتاب المشترك للدكتورة جيلا حن، والدكتور تومر عبنات بعنوان “سجن النساء: الفناء الخلفي للمجتمع الإسرائيلي”، الصادر عن منشورات رسلينج للعام 2010 ويقع في 235 صفحة. نتائج دراسة إثنوغرافية أجريت بين 2006-2010 في سجن “نيفي ترتسا”، سجن النساء الوحيد في إسرائيل. كان الغرض من الدراسة هو وصف العالم الثقافي للسجينات وتجربة السجن من وجهة نظر السجينات.
أدى وصف التجارب المختلفة للسجينات إلى المجالات الرئيسية التي تهم حياتهن في السجن، على سبيل المثال: ما هي طبيعة العلاقات بينهن؟ النساء والشابات، المولودات في إسرائيل وروسيا وإثيوبيا، والعلاقة بين اليهوديات والمسلمات) بينهم وبين أفراد الطاقم؟ كما تطرق الى العلاقات الجنسية وعمليات الاغتصاب داخل السجن، وما هي أسباب تكرار حدوثها؟ كما تم التساؤل عن الزنزانة كبديل عن العائلة بالخارج؟ وكيف يتعاملون مع حقيقة أن ثلثهن يعانين من اضطرابات نفسية؟
تختلف ظروف السجون النسائية ويتم تطبيق قوانين ونظم مختلفة فيها، وقد تواجه النساء في بعض الأحيان ظروف معيشية صعبة وتعرض للتمييز بسبب جنسهن، وتواجه في بعض الحالات انتهاكات لحقوقهن الإنسانية. ولذلك فإن هناك جهود مستمرة لتحسين ظروف السجون النسائية وحماية حقوق النساء اللواتي يقبعن فيها. كما تواجه النساء والفتيات القابعات خلف القضبان مصاعب جمة في مجال توفير الحماية وصون الخصوصية والحصول على الخدمات الأساسية التي تضمّ الرعاية الصحية. وقد تخترق عواقب احتجاز النساء والفتيات أسوار السجون المحيطة بهنّ، وقد تطول هذه العواقب أفراد عائلاتهنّ ومجتمعاتهنّ المحلية.
تصل نسبة النساء إلى حوالي 1% من السجناء الذين ادينوا بقضايا جنائية فقط دون التطرق الى الجنايات الأمنية التي تتعلق بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ويحتجزن جميعا داخل سجن واحد يعرف باسم “نيفي ترتسا”. الذي يقع في مدينة الرملة، على بعد حوالي 24 كم جنوب شرق تل أبيب، وهو موطن لنحو 230 سجينة.
في عام 1948 استُخدم سجن نابلس كسجن للنساء اليهوديات والعربيات على حد سواء، الى ان تم إغلاقه بعد قيام إسرائيل. وفي عام 1949 عندما ازداد عدد الأسيرات، تم افتتاح جناح النساء في سجن يافا. الى ان تم اغلاق سجن يافا في 1953، وتم نقل النساء إلى سجن الرملة الذي تم افتتاحه آنذاك وبسبب الازدحام والظروف، لم يكن هناك نشاط للسجينات، وكن يجلسن بجانب السياج ويسألن المارة عن الخمور والسجائر. وغالبية السجينات من الأمهات ويشتكين بشكل متكرر من أن السجن لا يمنحهن وقتا كافيا لقضائه مع أطفالهن عند زيارتهم. كما انه كثير من السجينات يعتبرن ضحايا للعمل الجنسي ولديهن تاريخ مع إدمان المخدرات والاعتداء الجنسي. وبعض النزيلات يتلقين علاجا بالصدمات، وهناك منظمات حقوقية ومجموعات نسائية في إسرائيل تعمل على مراقبة ظروف السجينات النساء والدفاع عن حقوقهن ومعاملتهن بالعدل والإنسانية.
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، مزارع ثقافة في حقل إنتاج المعرفة، ومبادر منصة هُنا الجنوب