الكذب بمنتهى الثقة: أربع طرق استفزازية تتجنب كشف سر الثروة الأميركية

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف

الثقة هي رواية استفزازية للكاتب الارجنتيني هيرنان دياز (50 عاما) عن المال والسلطة والعلاقات الحميمية، التي تحاول سرد القصة الأميركية المؤسسة لهذا الثراء العالمي، وكعادته ينسج دياز ويشكل قصة واسعة النطاق تمتد لأكثر من قرن. في بنية رائعة، يتحدى القارئ لمحاولة التمييز بين الحقيقة والخيال، وملاحظة الطريقة التي تم بها كتابة التاريخ وإعادة كتابته وتشويهه من قبل من هم في السلطة وفهم كيفية استبعاد النساء منه.

كقصة مقنعة ولغز أدبي متشعب، نتتيع كقراء الخداع الذي يكمن في صميم العلاقات الشخصية والقوة المفسدة لرأس المال والسهولة التي يمكن بها للقوة الاقتصادية أن تحرف الحقائق كما تشاء بالمبلغ الذي تريد بكل سهولة واستهتار لحياة البشر التي تروي قصة نيويورك في بداية القرن العشرين. حيث يبتسم الحظ لشابين اللذين سرعان ما يتحولا الى أسطورة مشرقة ومظلمة في نفس الوقت، على خلفية عالم المال المليء بالمكائد.

اعتبرت نيويورك في بداية القرن العشرين مركزًا للمال والثروة والفساد. في تلك الفترة، شهدت المدينة نموًا اقتصاديًا هائلاً، حيث تحولت إلى مركز مالي عالمي. كانت تجذب المستثمرين ورجال الأعمال من جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى تراكم ثروات هائلة في المدينة. وازدادت قوة الشركات والمؤسسات المالية في نيويورك، مثل “ول ستريت” و”مورغان ستانلي” و “روكفلر سنتر”. وكانت هذه الشركات تتحكم في الأسواق المالية وتؤثر في الاقتصاد العالمي. ومع زيادة الثروة والنفوذ في نيويورك، ظهرت أيضًا مشاكل الفساد. كان هناك انتشار واسع للرشاوى والممارسات غير القانونية في العديد من القطاعات، مثل السياسة والأعمال والشرطة. وكانت العصابات المنظمة تسيطر على بعض أجزاء المدينة وتنشط في تهريب الكحول والمخدرات خلال فترة الحظر.

تعاملت السلطات المحلية والفيدرالية مع هذه المشاكل بشكل تدريجي. فقد تم تشكيل هيئات مكافحة الفساد وزيادة إجراءات إنفاذ القانون لمكافحة الجريمة المنظمة والفساد. ومع مرور الوقت، تحسنت الأوضاع وتم تطهير المدينة من بعض مظاهر الفساد. بالمجمل، فإن نيويورك في بداية القرن العشرين كانت تعيش في رحلة متناقضة بين الازدهار الاقتصادي والثروة الهائلة، وبين المشاكل المتعلقة بالفساد والجريمة.

هناك عدة عوامل قد تفسر بحسب الرواية لماذا لم تتعامل السلطات بحزم مع هذه المشكلة، وأبرزها انه كان هناك توجه ثقافي واجتماعي يقبل بعض أشكال الفساد ويتسامح معها. كانت بعض الرشاوى والممارسات غير القانونية تُعتبر جزءًا من “اللعبة الكبيرة” في عالم الأعمال والسياسة. هذا الثقافة العامة قد تكون أثرت على قدرة السلطات على التصدي بحزم للفساد. لكن ما هي الظلال الحقيقية في حياتهم؟ أي من روايات حياتهم الأربعة هو الصحيح؟ أي من الأرقام الأربعة يتوافق مع الواقع والحقيقة؟ وهل هذه الحقيقة ممكنة؟

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، مزارع ثقافة في حقل إنتاج المعرفة، ومبادر منصة هُنا الجنوب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى