مقابرنا عشية انتخابات السلطات المحلية (١)
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف
شيوخنا وماجداتنا وأهل العقد والحل الأوائل الذين بذروا الزرع الطيب يحيطوننا من كل جانب، ونجد أثر أرواحهم النقية في حسن الجوار رغم كل التحديات التي تعصفنا ليل نهار. المقابر هي ليست مجرد حفر نهيلها بالتراب ونتذكرهم خلال الزيارة في المناسبات والاعياد.
للمقابر أهمية كبرى من الناحية الثقافية والدينية والاجتماعية والاعتناء بها واجب أخلاقي في المقام الأول، اذ يعكس التقدير والاحترام للأشخاص الذين مروا بالموت ودفنوا في هذه المكان، كما يعبر عن قيمنا الإنسانية ويعزز العمق الروحي للمجتمع. أضف الى ذلك انها تحمل قصصًا وذكريات عن الأجيال السابقة، فالاهتمام والعناية بها والحفاظ عليها، نساهم في الحفاظ على التراث التاريخي والثقافي للمجتمع ونحمي هذه الذاكرة القيمة للأجيال القادمة. وإعادة التراث الثقافي للمجتمع يبدأ بها. كما ان ذلك يوفر الراحة النفسية لأفراد العائلة والأحباء الذين يأتون لزيارة الأقارب المتوفين. البيئة النظيفة والمحافظة على المقابر توفر جوا هادئا ونظيفا في الأساس لهذا الموقع الذي فيه المعلم، والمعلمة، ومن أصحاب الفضل علينا.
لا يمكن تغافل دورهم الريادي في عمارة صحراء النقب على مدار السنوات الطوال التي جابوا خلالها الآفاق في اصلاح ذات البين وتوفيق الرؤى على شدة تباينها. لا يمكننا ان نبقي ملاذهم الاخير – ونحن في طريقنا إليهم – ضمن سيرنا ومسيرنا الى دار القرار بالإهمال المجحف.
نرجو من القوائم كافة ان تجعل أبرز بند ضمن برنامج تحسين ملامح المدينة، الاعتناء بالمقابر، وتنظيفها وتسييجها. أولا لرد جميل من غابت أجسادهم عنا وبقيت أرواحهم وأعمالهم بيننا. وثانيا من أجل وقف جرائم أهل الشعوذة والدجل الذين يرون في فوضى المقابر فرصة للنيل من فلذات أكبادنا ودس التمائم والسحر بين هذه القبور.
هذه المبادرة ليست بحاجة لميزانيات طائلة، لكننا لا نريدها أيضا في خانة الصدقة عند الحاجة، انما بند برنامج يخصص له عمال ضمن الميزانية السنوية العامة، وجميع بلداتنا في النقب بمقدورها فعل ذلك على أكمل وجه، وفي حال كانت هنالك الحاجة لإتمام جدار او نصب اعمدة اضاءة او تركيب بوابة عند مدخل المقبرة، فإننا لن نتوانى في حشد المبلغ المطلوب، فمساجدنا ومدارسنا ومراكزنا الجماهيرية وحتى روضاتنا كانت وستبقى سباقة في مد يد العون دوما. لنجعلها خطة عمل، ليس لأحبتنا فحسب، انما لنا في قادم الأيام.
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، مزارع ثقافة في حقل إنتاج المعرفة، ومبادر منصة هُنا الجنوب