هل هو العار أم الأمل؟ رؤية سيّد قشّوع للمزاج الروائي بعد أوسلو

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف

تستعرض أطروحة الكاتب الشهير سيّد قشوع بعنوان “قراءة المزاج في الرواية الفلسطينية بعد أوسلو: العار، الكآبة، الأمل” تحليلًا نقديًا للأدب الفلسطيني بعد اتفاقيات أوسلو. يركز فيه المؤلف على فهم كيفية تجسيد الأدب الفلسطيني لمشاعر العار والكآبة والأمل كاستجابة للتحولات الاجتماعية والسياسية التي نتجت عن انهيار هذه الاتفاقيات.

تبدأ الأطروحة الصادرة حديثا من أجل نيل درجة الدكتوراة من جامعة واشنطن العريقة في الولايات المتحدة في شعبة الأدب المقارن بمقدمة عن السياق التاريخي لعملية السلام في أوسلو وتأثيرها الكبير على المجتمع الفلسطيني. واثار فشل هذه العملية خيبة أمل كبيرة بين الفلسطينيين وعكس نهاية مشروع التحرر الوطني الفلسطيني العلماني. ويعكس الأدب الفلسطيني بعد أوسلو هذه الخيبة من خلال تطوير لغة وأسلوب جديدين للتعبير عن هذا الانقطاع التاريخي.
فيما يستعرض الفصل الأول تحليلاً لرواية “الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل” لمؤلفها إميل حبيبي. فيه يناقش المؤلف كيف أن سعيد، الراوي في الرواية، يصف نفسه بأنه متشائل ومتفائل في الوقت ذاته، مما يعكس الحالة النفسية المتناقضة التي يعيشها الفلسطينيون في ظل الظروف السياسية المعقدة.
العار في رواية “تشرين” لأيمن سكسك
يركز هذا الفصل على رواية “تشرين” لأيمن سكسك، التي صدرت باللغة العبرية. يعبر الكاتب عن مشاعر العار التي يشعر بها الفلسطينيون نتيجة الهيمنة الإسرائيلية على اللغة والثقافة. البطل الرئيسي في الرواية، أستاذ الكيمياء من مدينة يافا، يشعر باليأس إزاء انتصار اللغة العبرية على اللغة العربية، وهو ما يعكس قرار سكسك بكتابة الرواية بالعبرية.
هُنا النقب مجددا؟ الكآبة في رواية “تفصيل ثانوي” لعدنية شبلي
في صحراء النقب الشاسعة، حيث لم يتحرك سوى السراب، بدت المساحات الجرداء تمتد حتى الأفق المرتجف تحت شمس العصر الحادة. كانت المرتفعات الرملية باهتة الصفرة تتماوج في خطوط غير منتظمة، تتخللها ظلال نبات البلّان الجاف والحجارة. في هذا المشهد القاحل، تغطي حرارة آب الأرض، فتأخذنا شبلي في روايتها برحلة سردية، تبدأ بشاعرية سرعان ما تتلاشى مع انشغالها بإحياء صوت فتاة بريئة وجدت نفسها في المكان والزمان الخطأ. يتناول الفصل الثالث رواية “تفصيل ثانوي” لعدنية شبلي، التي تستخدم الكآبة كآلية لإنتاج الفعل. الرواية تستند إلى حدث تاريخي موثق وتعبر عن رغبة في تصحيح الأخطاء التاريخية من خلال إعطاء صوت للمهمشين. الرواية تعرض كيفية تأثير الهوية واللغة والمكان على تجربة الفلسطينيين.
الفصل الرابع: الذاكرة والأمل
يركز الفصل الأخير على دور الأدب في إلهام الأمل وتحقيق التغيير الاجتماعي. يناقش المؤلف كيفية استمرار الأدب الفلسطيني في إنتاج أعمال تعبر عن الأمل حتى في ظل الظروف الصعبة والمشاعر السلبية. تخلص الاطروحة إلى أن الأدب الفلسطيني بعد أوسلو يعبر عن تعقيدات التجربة الفلسطينية من خلال مشاعر العار والكآبة والأمل. هذه المشاعر ليست فقط انعكاسًا للواقع، بل هي أيضًا أدوات لإلهام الفعل والتغيير. تستند الاطروحة إلى تحليل نصوص أدبية ومراجع نظرية في فهم تأثير الأحداث السياسية على الأدب الفلسطيني وطريقة تعبيره عن المشاعر المختلفة. إلى جانب انها تعكس رؤية متعمقة للأدب الفلسطيني وكيفية تعبيره عن التجارب السياسية والاجتماعية من خلال المزاجات المختلفة، مما يعزز فهمنا للأدب كوسيلة للتعبير والمقاومة والتغيير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى