ترامب البدوي الأخير.. أي القرى غير المعترف في النقب سيختار مع صهره كوشنر
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف
كشف صهر ترامب ومستشاره المقرب جاريد كوشنر، الذي يعتبر العقل المدبر لابرام تفاقيات ابراهام والمقرب جدا من البلاط الملكي السعودي والخليجي، في كتابه الجديد بعنوان “كسر التاريخ”، اصابته بمرض السرطان أثناء العام 2019. ويعد هذا الإعلان في مجال التسويق والمبيعات أفضل ترويج لكتاب رجل الأعمال والمستثمر الأميركي من أصول يهودية (41 عاما)، والمتزوج من إيفانكا إبنة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي عمل كبير مستشاريه في البيت الأبيض، وأوكل إليه الكثير من المهام في الشرق الأوسط.
لكن ما لم يتوقعه الصهر، أن والد زوجته، يتدخل في أدق تفاصيل حياته الشخصية، وخصوصا حالته الصحية أولا بأول، ولم يستعن بذلك بابنته التي يفضلها عن بقية أسرته، انما بالطبيب الشخصي للصهر. حيث باغته ترامب في احدى الجلسات المطولة في البيت الأبيض عندما بدا على كوشنر التوتر “هذا التوتر بسبب العملية الجراحية التي ستجريها لاحقا؟ لم يصدق كوشنر سؤال سيد البيت الأبيض في حينه، وقال له مباشرة: كيف علمت بالخبر مع انني طلبت من الطبيب بالتكتم عملا بحقي الطبيعي بخصوصياتي الصحية، وهو الأمر الذي يكفلها لي القانون، هذه سرية طبية تحفظ لي هذا الحق الأساسي بذلك. أجابه ترامب دون الاهتمام كثيرا لكل ما قاله صهره، واجابه بكل اريحية هل نسيت يا صهر السعد بأنني الرئيس وأعرف كل شاردة وواردة هُنا وفي كل مكان على هذه الخارطة التي امامك؟”.
التسعيرة الخاصة بالكتاب ليست هي المهمة، خصوصا وأن كوشنر هو المالك الرئيسي لشركة “كوشنر بروبرتي” وصحيفة “نيويورك أوبزرفر”، بل استخدام ترامب هذا الكتاب تحديدا كخطة لجمع التبرعات الخاصة به، علما بأن الكتاب أصبح يندرج ضمن الكتب الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة. ويمكن دفع أي مبلغ لقاء الحصول على التوقيع الشخصي في بداية الكتاب، خصوصا وان كوشنر يعرض خلال صفحات الكتاب الشائعات والاخبار الأكثر جالبا للتلصص داخل المساحات الرمادية في البيت الأبيض، وهو بذلك يتحرك مثل عارض أزياء في الموقع الأكثر جلبة للأخبار حتى وان كانت مضللة وكاذبة. ولكن هل يمكن أن يكون كتاب “كسر التاريخ” مثالاً آخر على “العبقرية الخفية”؟ ربما لم يكن من المفترض أن تكون مذكرات يقرأها الناس العاديون لاكتساب نظرة ثاقبة للأحداث التاريخية، ولكنها كانت بدلا من ذلك خطة ترامب المقنعة لجني الأموال.
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، باحث دراسات ثقافية ومبادر منصة هُنا الجنوب