بدو الانجيل بماذا يختلفون عن بدو التوراة: تمنحك الصحراء سرها متأخرا

يستند كتاب إسحاق كلينتون بيلي بعنوان “الثقافة البدوية في الكتاب المقدس” إلى خمسين عاما من البحث الإثنوغرافي بين البدو في سيناء وصحراء النقب. ويوضح بيلي من خلال بحثه كيف يمكن للمرء أن يجد في الكتاب المقدس وفرة من المعلومات القيمة التي تعكس الثقافة البدوية، من خلال مقارنة العديد من الظواهر من الثقافة البدوية بظواهر الكتاب المقدس، حيث يسلط الضوء على المنطق الكامن وراءها، وبهذه الطريقة نفهم العلاقة الطبيعية بينهما.

بعد تقديم الكثير من أوجه التشابه بين الثقافة البدوية والكتاب المقدس على امتداد الفصول التي تتناول النشاط الاقتصادي، والثقافة المادية، والبنية الاجتماعية، والقوانين، والمفاهيم الدينية والتقاليد الشفوية، يختتم الكتاب بارتباط بعض اسباط بني إسرائيل الوثيق مع البدو الرحل على امتداد صحراء النقب وسيناء وشرق الأردن، كما تصفهم التوراة، وبدو رحل سابقين استقروا في جبل كنعان قرب صفد، كما تدل عليه قصص الأنبياء في الكتب المقدسة.

تنبع اهمية المناقشة التي يتطرق اليها الكتاب من حقيقة انه لا يوجد كتاب آخر تعامل مع هذه القضية بمقاربة شاملة لهذه الثقافة. وبهذا المعنى، قد يُنظر إلى كتاب بيلي بالتأكيد على أنه أحد أهم المساهمات في دراسة الكتاب المقدس في العقود الأخيرة وارتباطه الوثيق بالبدو، يقول الدكتور بيلي بإجراء أبحاثه حول الثقافة البدوية في النقب وسيناء منذ عام 1967. وهو مؤلف كتب عن الشعر البدوي وقانون البدو والأمثال البدوية، وتم نشر كتبه في جامعتي أوكسفورد وييل – كنتيكت.

حيث قرر بيلي في نهاية عام 1960، وهو محاضر جامعي الذي ولد في الولايات المتحدة وكان يدرّس في جامعة كولومبيا العريقة في نيويورك، الهجرة الى إسرائيل من أجل تعليم اللغة الإنجليزية في إحدى القرى الزراعية في النقب. وهناك أثار السكان البدو الذين يعيشون في الفقر والعزلة على هامش المجتمع الإسرائيلي، اهتمامه وأراد معرفة المزيد عنهم.

بينما يبقى البدو معزولين عن المجتمع الإسرائيلي من نواح كثيرة، يسعى بيلي إلى تسليط الضوء على التاريخ المشترك بين البدو والشعب اليهودي في المنطقة، ويحذر الباحث في الشؤون البدوية الذي فاز في عام 1994 بجائزة الحقوق المدنية المرموقة في إسرائيل لدفاعه عن حقوق البدو، من أن عدم الاستجابة لهم سيجعلهم “أكثر اضطرابا، وأكثر عدوانية، ومسيسين بشكل أكبر وسيكون التعامل معهم أكثر صعوبة”.

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، باحث دراسات ثقافية ومبادر منصة هُنا الجنوب | الصورة بعدسة أحمد زاهر، خلال سباق الزلقة وهو أقدم وأعرق سباقات الهجن في شبه جزيرة سيناء