قصة حبها خدعة ولم تترك في قلبها موضعا للهيام: من أنت الآنسة رياضيات
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف
دعيت هذا الأسبوع لحضور اجتماع في احدى مدارس النقب الثانوية، وبين الحضور مدير مدرسة متخصص سأل كثيرا عن وضع تخصص الفيزياء داخل المدارس البدوية ومما يشتكيه الطاقم التدريسي، ما دام الحديث بعيدا عن الفيزياء والرياضيات بعيدا فكلنا نحب الاستماع عن هذه العلم الذي يعد أحجية كونية كبيرة، ونحن من جانبنا لا نبذل جهدا حقيقا في فك طلاسم هذا العلم الاعجوبة أكثر من اللازم. سألناه عن تخصصه فقال أولا “الفيقياء” يا لهول هذا المسمى، نحن بالكاد نعرف الفيزياء فما هذه الفيافي العلمية؟ انه تخصص “ميكانيكا الكم”، وبابتسامة حيوية من أجل تلطيف جو الفيقياء قال “ميكانيكي للفيزياء”، وهكذا مرت الجلسة بأريحية، وما أكده أن هذا التخصص هو تحديدا ما قربه من الدين والتعمق في تعاليم الايمان التي ظن انه بهذا العلم يعرف الكون ليجد ملكوت الباري في كل جزء بانتظاره.
لكن ماذا عن الآنسة الرياضيات؟ وهل الحب من طرف واحد ام انه عشق متبادل. خصوصا ان الرياضيات هي من اهم المواد التي تدرس وترافقنا من الصف الأول وحتى الثانوية، غير مهتمة ان كنت في الفرع العلمي او الادبي فإنك ببابها ستجثو شئت ام ابيت، وقصتها لا تتوقف عند الجمع والطرح والضرب والقسمة على العكس فان الطريق للرياضيات تبدأ من هناك فحسب.
الباحث الرياضي أ.د. محمود باكير الذي شغل رئاسة جامعة القلمون ومجلس أمناء جامعة الجزيرة، الذي أصدر حديثا عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب “الرياضيات “حرفة عقلية – طريقة جديدة في الإدراك العقلي”، يتعرض دوما للسؤال ما هي الرياضيات؟ وفي اجابته الكثير من علامات الاستفهام التي ان لم تمنح فيها الرياضيات كلك، فإنها لن تعطيك أي اجابة يمكن ادراكها.
الا انه يضع لك بعض العلامات على الطريق، التي تؤدي بك للعلم وسلك الدرب الى مكون العالم الذي امره بين الكاف والنون إذا قال لشيء كن فيكون سبحانه وتعالى اذ يقول الأستاذ الدكتور باكير في تقريبك من هذا العلم “اتساق الرياضيات تعبير عن التناسق الذي تزخر به الطبيعة، أو صدى له. فاتساق كل من الرياضيات والطبيعة يعبّر عن إرادة سامية واحدة، وهي – كل شيء بحسبان – لذلك يعتقد معظم الرياضيين بأن الرياضيات تُكتشف ولا تُخترع، وجُل ما نقوم به هو إيجاد اللغة للتعبير عن هذه الاكتشافات”.
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، باحث دراسات ثقافية ومبادر منصة هُنا الجنوب | الصورة بعدسة مظفر سلمان، في العاصمة السورية دمشق بتاريخ 27 أيلول/سبتمبر 2011