جوقة كل شيء عظيم في الحرب الباردة ضد جوقة كل شيء وضيع

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف

منتصف القرن العشرين خلال الحرب الباردة، يؤسس اليهود دولة وعليهم أن يختاروا إلى أي جانب سيكون انحيازهم، في الحرب الباردة والتنافس المستعر بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي على طول الفترة الممتدة من 12 آذار/مارس 1947 وحتى كانون الأول/ديسمبر 1991. وهو ما يسرده المؤلف أساف عنباري في مؤلفه الجديد “الكتاب الأحمر”.

الاختيار بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة سيحدد طبيعة المجتمع الإسرائيلي، هل سيكون مجتمعا اشتراكيا أو أيديولوجيا، أم مجتمعا غربيا رأسماليا. هذه هي قصة حاخامات اليسار الإسرائيلي الثلاثة – يتسحاق تابنكين، ومئير يعاري وموشيه سنيه – في تلك السنوات المصيرية. بدقة شديدة وبحضر أشد، يرسم عنباري أعمالهم. ويكشف عن أرواحهم الممزقة والمعذبة بين أحلامهم المسيانية لفداء الإنسان وخيبة الأمل المؤلمة والمريرة من الشيوعية السوفياتية، بين الإخلاص للأفكار النبيلة والتعصب وأحيانا الاستبداد في الحياة اليومية. خصوصا ان مصطلح “ماما روسيا” متجذر عميقا في وجدان اليسار الاسرائيلي التاريخي. واللافت في الأمر هو التوتر القائم بين الفكر الأيديولوجي والقدرة على التأثير السياسي، وتعتبر نتائج الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة بشأن اليسار انه لم يتمكن من تجاوز هذا التوتر حتى أيامنا هذه.

سفر “الكتاب الأحمر” لمؤلفه أساف عنباري مرشح لنيل جائزة “سابير” للأدب العبري للعام 2022، ومنحت هذه الجائزة للمرة الأولى عام 2000، وتتوج سنويا لأفضل خمسة أعمال أدبية، من أجل تشجيع الأدباء والأدب العبري وتعزيز الثقافة وغرس عادة الإقبال على قراءة الأدب وتذوقه إضافة الى تنشئة جيل كاتب، وتمنح من قبل مديرية الثقافة والآداب والفنون في هيئة اليانصيب الإسرائيلية، وتحمل الجائزة اسم “بنحاس سابير” على اسم السياسي الذي عمل في العقود الثلاثة الأولى بعد تأسيس الدولة، والكلية الاكاديمية سابير في النقب الغربي تحمل اسمه أيضا. يحصل الفائز بالجائزة التي سيعلن عنها في 2 كانون الثاني/يناير 2023 على منحة قدرها 180 ألف شيكل (51735 دولار) وسيتم ترجمة روايته ونشرها باللغة العربية ولغة أجنبية أخرى، حسب اختياره او اختيارها. بالإضافة إلى ذلك، تشتري هيئة اليانصيب 500 نسخة من الكتاب، وتمنحها هدية للمكتبات العامة في جميع أنحاء البلاد.

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، باحث دراسات ثقافية ومبادر منصة هُنا الجنوب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى