روايات تتدفق مثل نهر الأردن وأخرى ترشق ذكريات تموز
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف
لماذا نصوص “الأدب” في إسرائيل تصعب الأمور على القارئ؟ الانطباع العام أنه من أجل كتابة أدب عظيم عليك كتابة نصوص غامضة باللغة العبرية المليئة بالأحاجي. والأمر ليس كذلك في الادب العالمي، أيها الأصدقاء. فيودور دوستويفسكي مفهوم بطريقة ممتازة حتى بعد 150 عاما، أنطون تشيخوف مفهوم جدا، كتب النرويجي كارل أوفه كناوسغارد تتدفق مثل نهر الأردن، الأدب في الغالب هو هكذا. إذا كان كل كتاب بمثابة عقوبة، فلماذا يفضل الناس نتفليكس؟ ربما نسيت أن معظم القراء ليسوا محاضرين في الأدب ولكنهم مجرد أشخاص يريدون قراءة شيء ما. بهذا الغضب تم استقبال رواية “غضب تموز” لايلانا برنشطاين. حيث تصف الكاتبة، بلطف الوضع الرهيب للبطلة في يوم زفافها وطريقتها في استذكار جريمة الاغتصاب التي تعرضت لها. ومع ذلك، فإن هذا الاختيار الذي يلتهم حدود الحبكة يأتي على حساب القراء، الذين يضيعون خيوط الحبكة منذ البداية.
العنوان الذي اختارته برنشطاين، “غضب تموز”، مأخوذ من السطور الافتتاحية الأولى من قصيدة شاؤول تشرنيخوفسكي، وهو شاعر روسي يهودي كتب بالعبرية ويعتبر واحدا من أكبر شعراء العبرية وتأثر إلى حد كبير بالثقافة اليونان القديمة. برنشطاين (65 عاما) كاتبة ومؤلفة مسرحية ومحررة إسرائيلية، غالبا ما تتناول كتاباتها العلاقات المسكوت عنها داخل الأسرة الإسرائيلية وتتناول أسئلة تتعلق بعلاقات القوة بين الرجال والنساء وبين الآباء والأطفال. وتناقش بعمق هشاشة مؤسسة الزواج والقوة والعنف في العلاقات بين الوالدين والطفل والموقف الضعيف للمرأة والزوجة والأم داخل الأسرة والمجتمع، وخلف قناع الأسرة العادية والحياة الاجتماعية، تكشف العالم المخيف الذي يصعب هضمه. تعيد رواية برنشطاين الجديدة النظر في جرائم الاغتصاب التي تضرب جذورها في أعماق المجتمع الإسرائيلي، وتمتاز كتاباتها بنقد اجتماعي حاد يتحدى تمجيد المفاهيم المركزية للصهيونية الكلاسيكية، مثل تمجيد الجيش، وأهمية وحدة الأسرة، والفرد من أجل الصالح العام، والعودة إلى الطبيعة كما يتجلى في الاستيطان.
يشار الى انه نشرت جائزة “سابير الأدبية” القائمة الطويلة في دروتها 21 والتي شملت 12 عملا، وجائزة سابير الأدبية مقدمة من قبل مفعال هبايس، التي تأسست عام 2000 بهدف تشجيع الأدب العبري وثقافة القراءة، حيث تم تعديل قيمة الجوائز في هذه الدورة وأضيفت إليها 200 ألف شيكل ستمنح للفائزين في الفئات المختلفة. ومن بين أسماء المرشحين في المسار الرئيسي “للقائمة الطويلة”، سيتم اختيار خمسة كتب لتكون ضمن المرشحين النهائيين لجائزة “القائمة المختصرة”، وذلك إلى جانب “القائمة القصيرة” في مسار الإصدار الأول وتضم ثلاثة مرشحين. وفي تاريخ 2 كانون الثاني/يناير 2023، سيتم الإعلان الرسمي عن الفائز بالجائزة الأدبية لعام 2022.
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، باحث دراسات ثقافية ومبادر منصة هُنا الجنوب