الوضع الصامت في خربة فطيس يزيد ارتباطها بالولايات المتحدة خشية الضياع
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف
حاول الروائي آري ليبرمان السير على خطى كتاب العالم الذين حاولوا ان يحطموا الحاجز الزجاجي والتأليف والكتابة بغير لغتهم الأم على خطى الروائي والكاتب والمترجم الروسي الشهير فلاديمير نابوكوف (1899 – 1977) الذي كان شديد الخصوصية فيما يتعلق بطريقة التأليف الخاصة به حيث قام بكاتبة أعماله أولا على بطاقات منفصلة التي مكنته من كتابة مشاهد غير متتالية وإعادة ترتيبها في أي وقت يريد من خلال تحريك مشاهد البطاقات. وهكذا قام آري ليبرمان بالرحيل الى الولايات المتحدة وحاول على مدى 20 عاما بالتأليف باللغة الإنجليزية لكن دون جدوى وكل عمل جديد اثبت استحالة المهمة التي كانت مريرة وفاشلة، حتى انه قام بتأليف هذه الرواية “الصامت” أولا باللغة الإنجليزية لكنها لم تجد الصدى الذي ظن انها ستناله قام بتغيير أحداث الرواية وجعل من النقب الغربي على طول الدرب الواصل بين درب الموت وصولا الى بئر السبع.
تسرد رواية “الصامت” لغز شمشون شتيل، صاحب مطعم الذي لا يقدم الطعام وفق الشريعة اليهودية “كوشير” في خربة فطيس (أوفاكيم) جنوب البلاد، بعد وفاته، يجد ابنه الوحيد بين ممتلكاته صندوقا يحتوي على لفائف مثبتة بواسطة دبوس يحمل شعار الصليب المعقوف. ماذا يوجد في تلك اللفائف؟ وما هي الأسرار التي سيكتشفها عن هوية الأب والابن وعائلتهما؟
نشأ سمحا، ابن شمشون، في ظل أب بار غاضب، احتقر أي خصوصية دينية. عندما كان طفلاً، في أواخر سبعينيات القرن الماضي كان يسأل والده هل نحن مسلمون يهود مسيحيون، الوالد كان يردد دوما كن انسانا وكفى، لذلك سخر منه زملاؤه ووصفوه بأنه غير يهودي، لأن والده لم يؤدبه ورفض بشدة الاحتفال بأي مناسبة دينية (لأننا لسنا يهودا). لسنوات، رفض سمحا فتح لفائف والده المنسية وقراءتها، الا انه بعد لقاء صدفة في القطار مع امرأة أرثوذكسية جميلة، يقرر التعرف الى اللفائف واكتشاف انه يهوديا رغم كل محاولات والده ابعاده عن علاقة بدين بعينه. يكتشف في اللفائف يوميات مكتوبة باللغة اليهودية اليديشية تحتوي على قصة لا يمكن تصورها: حول شقيقان دمر عالمهما خلال الحرب العالمية الثانية، حول صراع رهيب من أجل البقاء حيث تتلاشى الحدود بين ما هو محظور وما هو مسموح، حول الإيمان والبدعة، وحول رجل حزين ومضطهد يقع في حب امرأة، تتزاحم في حبها جميع الطيور الجارحة.
يذكر ان رواية “الصامت” تمكنت من الانضمام الى القائمة القصيرة بعد وصولها الى القائمة الطويلة في جائزة “سابير” الأدبية من المقدمة مفعال هبايس للعام 2022. وتأسست الجائزة الأدبية في العام 2000 بهدف تشجيع الأدب العبري وتعزيز القراءة، وهي تنظم للسنة الـ 22 على التوالي، هذا العام تم تعديل قيمة الجوائز وأضيفت إليها 200 ألف شيكل ستمنح للفائزين في الفئات المختلفة. يحصل كل واحد من كتاب القائمة الطويلة على هبة بقيمة 30 ألف شيكل، فيما يحصل الكُتاب الخمسة الذين انضموا الى القائمة القصيرة على هبة قيمتها 60 ألف شيكل. وللمرشحين في “القائمة المختصرة للإصدار الأول” ستمنح جائزة قدرها 30 ألف شيكل لكل واحد من بينهم فيما سيحصل الفائز في مسار الإصدار الأول، الذي سيتم اختياره من القائمة المختصرة، على جائزة نقدية قيمتها 75 ألف شيكل. أما الفائز بجائزة “سابير” الأدبية المقدمة من مفعال هبايس للعام 2022 سيحصل على هبة قيمتها 180 ألف شيكل وسيترجم كتابه ونشره باللغة العربية ولغة أجنبية أخرى يختارها. بالإضافة إلى ذلك، سيقتني مفعال هبايس 500 نسخة من كتب المؤلفين الخمسة الذين تم اختيارهم للقائمة القصيرة، لتقدم كهدية للمكتبات العامة في جميع أنحاء البلاد.
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، باحث دراسات ثقافية ومبادر منصة هُنا الجنوب