نساء واثقات يربين رجالا أقوياء: هذا لم يحدث بسبب تعرضهم للاكتئاب

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف

تروى معظم القصص في “هذا لم يحدث” بضمير المتكلم وتكشف عن شبكة من الآراء الذاتية حول العمل الشاق الذي لا ينتهي مع الموت، وكيف تختبره الشخصيات، ولا سيما النساء من جميع الأجيال. في كل قصة تقف في مركزها أسرة أو وحدة اجتماعية، وفوقها يحوم القلق من تقلب الحياة ومن تلك اليد الموجهة التي تجمع العديد من القوى معا لجزء من الثانية ويتغير فيها الوجود إلى الأبد. في بعض الأحيان، تؤدي الشدائد إلى تعزيز قوة البطلات، وفي بعض الأحيان، عندما يكون الواقع خانقا فانهم يتحولون الى عوالم الخيال لكي يتناسوا ولو للحظة مصاعب الواقع حتى يطمس الخيال الخط الفاصل بين الحقيقة وفقدان معناها. “هذا لم يحدث” لمؤلفته الدكتورة ميراف نيكر سدي (السعدي) هذا هو كتباها الثالث، وكما أعمالها الأدبية السابقة فان كتابتها مليئة بالزخم وخالية من الأوهام مثل أبطالها، تعج بالفكاهة ومدهشة دائما في أصالتها المقنعة. تستخلص قصصها لحظات جمالية نادرة في المشهد الادبي العبري الذي يسلط الضوء على يهود الشرق والعراق تحديدا.

الدكتورة ميراف نيكر سدي – السعدي – (52 عاما) محاضرة في العلوم الاجتماعية والإنسانية في الكلية الاكاديمية بيت بيرل، ابنة مهاجرين من العراق، وتناولت رسالتنا لنيل شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس بشأن سياسة الهجرة والعلاقة بين تعريف السكان وحقوقهم. حصل كتابها “أوكسانا” على جائزة سابير للإصدار الأول في العام 2014، وتمكن كتابها “سمدار” من الترشح ضمن القائمة الطويلة والقصيرة في جائزة “سابير” لعام 2018.

المهاجرون اليهود من العراق غالبيتهم ممن فروا في منتصف القرن العشرين إلى إسرائيل، التي تسبب قيامها عام 1948 بالإضافة إلى الهزائم المتتالية للجيوش العربية في موجة غضب شعبي وعنف ضد اليهود. وبين العامين 1950 و1952 تم نقل حوالي 125 ألف يهودي عراقي جوا إلى إسرائيل، جاء كل منهم بحقيبة واحدة واضطروا جميعا للتخلي عن الجنسية العراقية. حاليا، هناك زهاء 600 ألف إسرائيلي، من بين سكان يقدر عددهم بنحو تسعة ملايين نسمة، يمكنهم أن يزعموا بأن لهم أصلا عراقيا. ويرجع تاريخ اليهود في العراق إلى نحو 4000 عام وإلى أيام الملك نبوخذ نصر الذي حكم بابل ونفى اليهود منذ أكثر من 2500 عام.

تمكنت رواية ” هذا لم يحدث” من الانضمام الى القائمة الطويلة في جائزة “سابير” الأدبية المقدمة مفعال هبايس للعام 2022. وتأسست الجائزة الأدبية في العام 2000 بهدف تشجيع الأدب العبري وتعزيز القراءة، وهي تنظم للسنة الـ 22 على التوالي، هذا العام تم تعديل قيمة الجوائز وأضيفت إليها 200 ألف شيكل ستمنح للفائزين في الفئات المختلفة. يحصل كل واحد من كتاب القائمة الطويلة على هبة بقيمة 30 ألف شيكل، فيما يحصل الكُتاب الخمسة الذين انضموا الى القائمة القصيرة على هبة قيمتها 60 ألف شيكل. وللمرشحين في “القائمة المختصرة للإصدار الأول” ستمنح جائزة قدرها 30 ألف شيكل لكل واحد من بينهم فيما سيحصل الفائز في مسار الإصدار الأول، الذي سيتم اختياره من القائمة المختصرة، على جائزة نقدية قيمتها 75 ألف شيكل. أما الفائز بجائزة “سابير” الأدبية المقدمة من مفعال هبايس للعام 2022 سيحصل على هبة قيمتها 180 ألف شيكل وسيترجم كتابه ونشره باللغة العربية ولغة أجنبية أخرى يختارها. بالإضافة إلى ذلك، سيقتني مفعال هبايس 500 نسخة من كتب المؤلفين الخمسة الذين تم اختيارهم للقائمة القصيرة، لتقدم كهدية للمكتبات العامة في جميع أنحاء البلاد.

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، باحث دراسات ثقافية ومبادر منصة هُنا الجنوب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى