الحياة دون هواتف ذكية خشية إدمان السموم الرقمية
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف
مرحبا، تعرفوا الى بنيامين بوبوك، شخصية سوداوية، تريد قدر الإمكان أن تضحكوا وتبتسموا وترون العالم بمنظار كله راحة بال، لكن هيهات، هل لنا فعلا ان نضحك واي شيء تحديدا يدعونا على الضحك؟ بنيامين رسام واليوم يقترب بخطى ثابتة نحو جيل 70 عاما وينتظر الموت بفارغ الصبر، مع انه يملك بيتا وسط مدينة تل أبيب، وحسابه في البنك هو محط أنظار كل الحساد أقرانه ممن يعيشون على ازدواجية القروض المصرية التي لا تنتهي الأولى الا وقد بدأ القرض الجديد بالعد.
بطل رواية “الجشعون” تحاكي قصة المؤلف نفسه، أ.د. يرمي فينكوس وهو رسام وكوميديان، وحاز على جائزة رئيس الوزراء للابداع العبري للكتاب في العام 2021، وهذا هو كتابه الرابع، بعد إصداره كتاب “ملهى بروفيسور فايبريكنت التاريخي – 2008″، “بشكل بسيط – 2012″، “العزاب والأرامل – 2017″، والذي يعرض فيه بالدمج بين التأليف والرسم كما بقية كتبه بأن هذه الفئة تحديدا أكثر عرضة للخرف ولا يتمتعون بحماية أفضل ضد أعراض مرض الخرف مثل الزهايمر.
بحسب بطل رواية بروفيسور يرمي فينكوس المحاضر في كلية “شنكار” المختصة بدمج الهندسة والتصميم والفن المعاصر، فكل ما يريده هو الموت بطريقة لا جلبة او ضجيج فيها، على عكس جيرانه الذين لا يتوقفون عن سرد “بطولاتهم” التي لا يصدقها أحد غيرهم، الا انهم لا يكفون عن سردها لكل قادم جديد في الحي. جارته الأولى ذات الأصول اليمنية تؤكد له يوميا بانها لم تتمكن فقط من توقيف فلسطيني وسط سوق الكرمل انما قضمت بأسنانها أذنيه بعد خشيتها أن يقوم بارتكاب عملية داخل السوق الحاشد، أما جارته الأخرى فهي ممثلة روسية فاشلة لا لشيء الا بسبب ابنها المجنون، هي لا تحب هذا التعبير وتعتبر مجرد مختل عقليا سينجو من هذا السلوك يوما. في نفس العمارة يعيش كذلك قطب أرجنتيني غامض جمع ثروته في مناجم الزنك أثناء عمله في أميركا الجنوبية، وغيرهم من الشخصيات التي لا أمل يرجى منهم.
عن سبب البعد عن الهواتف الذكية لأبطال روايته، يوضح مؤلف ورسام “الجشعون” يرمي فينكوس (56 عاما) بانه أيضا لا يملك هاتفا ذكيا وذلك بسبب خشيته ادمان السموم الرقمية، وعن الأيام التي لا عمل فيها يرى أنها أكثر الأيام سوداوية في حياته “في اليوم الذي لا أعمل فيه أشعر بالذنب، لقد نشأت في منزل كان العمل فيه ذا قيمة كبرى، وهو الشيء الذي يخرجك من وحل الحياة، ويساعدك على أن تكون مستقلا. لذلك إذا لم أعمل فهذا يعني أنني لم أعبد الله في ذلك اليوم “.
يذكر ان رواية “الجشعون” تمكنت من الانضمام الى القائمة الطويلة في جائزة “سابير” الأدبية المقدمة من قبل مفعال هبايس للعام 2022. وتأسست الجائزة الأدبية في 2000 بهدف تشجيع الأدب العبري وتعزيز القراءة، وهي تنظم للسنة الـ 22 على التوالي. وهذا العام تم تعديل قيمة الجوائز وأضيفت إليها 200 ألف شيكل ستمنح للفائزين في الفئات المختلفة. يحصل كل واحد من كتاب القائمة الطويلة على هبة بقيمة 30 ألف شيكل، فيما يحصل الكُتاب الخمسة الذين انضموا الى القائمة القصيرة على هبة قيمتها 60 ألف شيكل. وللمرشحين في “القائمة المختصرة للإصدار الأول” ستمنح جائزة قدرها 30 ألف شيكل لكل واحد من بينهم فيما سيحصل الفائز في مسار الإصدار الأول، الذي سيتم اختياره من القائمة المختصرة، على جائزة نقدية قيمتها 75 ألف شيكل. أما الفائز بجائزة “سابير” الأدبية المقدمة من مفعال هبايس للعام 2022 سيحصل على هبة قيمتها 180 ألف شيكل وسيترجم كتابه ونشره باللغة العربية ولغة أجنبية أخرى يختارها. بالإضافة إلى ذلك، سيقتني مفعال هبايس 500 نسخة من كتب المؤلفين الخمسة الذين تم اختيارهم للقائمة القصيرة، لتقدم كهدية للمكتبات العامة في جميع أنحاء البلاد.
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، باحث دراسات ثقافية ومبادر منصة هُنا الجنوب