تطير العنزات تحط العنزات: ماعز سوداء تحلق في سماء الاستعمار الأسود
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف
رواية “ذنب البروفيسور شيف” للأستاذ الدكتور إيغور شيف (67 عاما) هي السابعة على التوالي للمؤلف الذي بدأ مشواره الإبداعي في انتاج وإخراج أفلام الرسوم المتحركة وهو محاضر في الاكاديمية للتصميم والفنون في القدس “بتسلئيل”، سبقها “حيوانات نافقة وحالة الطقس” (1995) قصص لرحلات قصيرة (2000) عادات سيئة (2004) رغباتكم (2007) في الرمال (2010) المتأخرون (2013) المجهولة (2017). وعلى عادته فان رواية أ.د. شيف الجديدة تحمل في طياتها الكثير من الدهشة بخصوص العلاقة المركبة بين إسرائيل وافريقيا، من خلال سرده قصة رجل من تل أبيب يُحاكم في إحدى دول غرب إفريقيا، لأن جده الأكبر كان تاجرا للعبيد، ومن جهة ثانية قصة عاملة مهاجرة جميلة، ويضع على المحك المظاهر العصرية والعنصرية والنفاق فيما يتعلق بالقارة التي تعطي أكثر مما تأخذه. وهذه الرواية كما سابقتها “المتأخرون” تم ترشيحها لنيل جائزة سابير، حيث تنتقل القصة بين أقصى درجات بشاعات الحياة والواقع على كل تعقيداته.
انطلاقا من تطبيع علاقاتها مع عدد من الدول العربية، تطلق اسرائيل حملة استقطاب جديدة في إفريقيا على أمل أن تحصل في نهاية المطاف، على دعم متزايد من دول القارة في المحافل الدولية. تعتبر خمسينيات وستينيات القرن الماضي أوج العصر الذهبي في العلاقات الافريقية الإسرائيلية، الا انها شهدت العلاقات بين إسرائيل وإفريقيا تراجعا مع قطع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وعدد من الدول الإفريقية بعد حربي حزيران/يونيو 1967 وتشرين الأول/أكتوبر 1973. ولم تتم إعادة بعض هذه العلاقات حتى تسعينات القرن الماضي. وتقيم إسرائيل اليوم علاقات دبلوماسية مع نحو أربعين دولة إفريقية. وبين 2009 و2021، حدد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو لنفسه هدفا يتمثل باستئناف العلاقات الدبلوماسية التي قطعت مع الدول الإفريقية التي قطعت.
كانت إسرائيل وقعت السنوات الأخيرة اتفاقات خصوصا مع المغرب والسودان بعد تلك الموقعة مع الإمارات، وحصلت اسرائيل في 2021 على صفة مراقب داخل الاتحاد الأفريقي. لكن في مواجهة الاحتجاجات لا سيما من قبل جنوب إفريقيا والجزائر، تم تكليف لجنة النظر في الأمر. ولتحقيق ذلك استخدمت إسرائيل ورقة “القوة الناعمة” عبر إقامة تعاون في مجالات الزراعة والطاقة والأمن المعلوماتي ومكافحة الإرهاب. وعلى رأس كل ذلك هدف محدد جدا يتجاوز القضايا الاقتصادية والأمنية.
يذكر ان رواية “ذنب البروفيسور شيف” تمكنت من الانضمام الى القائمة الطويلة في جائزة “سابير” الأدبية المقدمة من قبل مفعال هبايس للعام 2022. وتأسست الجائزة في 2000 بهدف تشجيع الأدب العبري وتعزيز القراءة، وهي تنظم للسنة الـ 22 على التوالي. وهذا العام تم تعديل قيمة الجوائز وأضيفت إليها 200 ألف شيكل ستمنح للفائزين في الفئات المختلفة. يحصل كل واحد من كتاب القائمة الطويلة على هبة بقيمة 30 ألف شيكل، فيما يحصل الكُتاب الخمسة الذين انضموا الى القائمة القصيرة على هبة قيمتها 60 ألف شيكل. وللمرشحين في “القائمة المختصرة للإصدار الأول” ستمنح جائزة قدرها 30 ألف شيكل لكل واحد من بينهم فيما سيحصل الفائز في مسار الإصدار الأول، الذي سيتم اختياره من القائمة المختصرة، على جائزة نقدية قيمتها 75 ألف شيكل. أما الفائز بجائزة “سابير” الأدبية المقدمة من مفعال هبايس للعام 2022 سيحصل على هبة قيمتها 180 ألف شيكل وسيترجم كتابه ونشره باللغة العربية ولغة أجنبية أخرى يختارها. بالإضافة إلى ذلك، سيقتني مفعال هبايس 500 نسخة من كتب المؤلفين الخمسة الذين تم اختيارهم للقائمة القصيرة، لتقدم كهدية للمكتبات العامة في جميع أنحاء البلاد.
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، باحث دراسات ثقافية ومبادر منصة هُنا الجنوب