كلما تم الترميم أكثر عاد التشقق مجددا للقبر والشاهد
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف
رواية “حجارة” لمؤلفها تساحي فربر (59 عاما) وهو رسام محاضر في أكاديمية الفنون والصميم “بتسلئيل” في القدس هي الثانية بعد إصداره ثلاثية الرسومات “دفاتر إسحاق”. التي تسرد قصة قبر لطفل مات حديثا وتشقق قبره والتساؤلات حول أفعال والد الطفل الرحل بهذه التشققات، وكل الوقت يظن انه وقوع القبر وتشققه لا علاقة له بموت الطفل الا انها ترجع لأسباب خفية حيال سوء صنعه الا ان الوالد لا يتذكر شيئا من كل ذلك.
تدور رحى رواية “حجارة” في أوائل خمسينيات القرن الماضي في منطقة النقب الغربي خلال فصل الشتاء القارس، إسحاق هو سائق شاحنة متعثر الحظ. كلما يقوم بتصليح شاهد قبر طفله الصغير وإعادته الى مكانه المناسب، يعود القبر مع الشاهد الى الغرق مجددا في وحل الصحراء وتربة المقبرة التي تشي بغرق القبر في الرمال ومن ثم الاختفاء نهائيا. مرة بعد أخرى يسحبه القبر من الأرض، ويقوي قاعدته بالحجارة، ويصب الباطون حوله، ويمرر عليه حروف اسم طفله بالفرشاة والطلاء الأسود، لكن الألوان تتلاشى وتختفي، ويعود القبر بالتصدع من جديد.
وفي نفس الوقت، يواجه صانع شواهد القبور مشاكله الخاصة، ويكتشف بالصدفة وبطريقة غير متوقعة نية هدم مدرسة “جمناسيا هرتسليا”، وقرر عمل كل المستحيل من اجل الإبقاء على هذا المبنى التاريخي. والمدرسة العبرية “جمناسيا هرتسليا”، هي أول مدرسة ثانوية عبرية ومن أشهر المؤسسات التعليمية في إسرائيل، وقد تأسست في الأصل في مدينة يافا عام 1905، واليوم هي مدرسة إعدادية ومدرسة ثانوية مشتركة، في شارع جابوتنسكي وسط تل أبيب ودوافع تشييدها تمثلت برغبة الحركة الصهيونية في روسيا في إقامة مدرسة ثانوية تدأب على تربية النشأ اليهودي على اللغة اليهودية حسب أصولها.
بين قبر ابنه الذي يذوب في رمال صحراء النقب الغربي وبين هدم المدرسة العبرية الأولى يحاول إسحاق بطل الرواية انقاذ ما يمكن إنقاذه، وذلك بمساعدة كل معارفه الذين يجدون الوقت المناسب لمساعدته في البداية الا انهم يتركونه وحده ليواجه كل تلك الصعوبات منفردا هو وقبره ابنه الصغير في رمال النقب الغربي.
يذكر ان رواية “حجارة” تمكنت من الانضمام الى القائمة الطويلة في جائزة “سابير” الأدبية المقدمة من قبل مفعال هبايس للعام 2022. وتأسست الجائزة في 2000 بهدف تشجيع الأدب العبري وتعزيز القراءة، وهي تنظم للسنة الـ 22 على التوالي. وهذا العام تم تعديل قيمة الجوائز وأضيفت إليها 200 ألف شيكل ستمنح للفائزين في الفئات المختلفة. يحصل كل واحد من كتاب القائمة الطويلة على هبة بقيمة 30 ألف شيكل، فيما يحصل الكُتاب الخمسة الذين انضموا الى القائمة القصيرة على هبة قيمتها 60 ألف شيكل. وللمرشحين في “القائمة المختصرة للإصدار الأول” ستمنح جائزة قدرها 30 ألف شيكل لكل واحد من بينهم فيما سيحصل الفائز في مسار الإصدار الأول، الذي سيتم اختياره من القائمة المختصرة، على جائزة نقدية قيمتها 75 ألف شيكل. أما الفائز بجائزة “سابير” الأدبية المقدمة من مفعال هبايس للعام 2022 سيحصل على هبة قيمتها 180 ألف شيكل وسيترجم كتابه ونشره باللغة العربية ولغة أجنبية أخرى يختارها. بالإضافة إلى ذلك، سيقتني مفعال هبايس 500 نسخة من كتب المؤلفين الخمسة الذين تم اختيارهم للقائمة القصيرة، لتقدم كهدية للمكتبات العامة في جميع أنحاء البلاد.
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، باحث دراسات ثقافية ومبادر منصة هُنا الجنوب