رغبة جامحة بتوحيد كافة الفيلة البيضاء والزرقاء تحت سقف واحد
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف
تسرد رواية “فيلة بيضاء” لمؤلفتها المهندسة المعمارية كيرن شفارتس (45 عاما) في باكورتها الأدبية قصة ميرا وهي باحثة تدرس لنيل شهادة الدكتوراه في عاصمة الضباب لندن، الا انها غير قادرة على إكمال رسالة الدكتوراه الخاصة بها، والتي تتناول “الفيلة البيضاء” في الهندسة المعمارية، والقصد عن المباني الألمانية التي تم تشييدها في تل ابيب، التي أحيت ذكرها المئوية للتأسيس في 2009، وأنشأت في اليوم الثاني من عيد الفصح اليهودي عام 1909 عندما نظمت قرعة لبناء منازل من اجل 66 عائلة يهودية، وهي تعرف باسم “المدينة البيضاء” بسبب احيائها التي بنيت حسب المذهب الفني “باوهاوس” والتي جعلتها مدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.
استوحى اسم المدينة من رواية “الأرض القديمة الجديدة”، أو “التنويلاند” باللغة الألمانية. وهي رواية كتبها تيودور هرتسل، أبو الأيديولوجيا الصهيونية التي قامت عليها إسرائيل، وفيها تخيّل ما ستكون عليه دولة يهودية في المستقبل. وعندما ترجم ناحوم سوكولوف الرواية من الألمانية إلى العبرية اختار لها عنوان “تل أبيب”. والعنوان مستوحى من التوراة حيث ورد اسماً لقرية بابل ” تل أبوبي”، وتعني تل الطوفان، كل هذه المعلومات لم تستهوي باحثة الدكتوراه ورغبت بالتعلق باي شيء عدا العمل الشاق والمضنى عن تل ابيب لا السوداء ولا حتى البيضاء.
تجد ميرا ضالتها من خلال صورة عائلية تذكارية قديمة التي تبرز بشكل واضح ماكس كوهين، وهو ضابط يهودي الذي خدم في صفوف الشرطة البريطانية في فلسطين الى جانب زوجته تيريز، التي عاشت في كنف عائلة ذات علاقة وثيقة مع الحركات الباطنية في ألمانيا التي انتسبت الى حركة “الهيكليون” أعضاء جمعية الهيكل وهي حركة دينية بروتستانتية تأسست في مدينة فورتمبيرغ جنوب ألمانيا في منتصف القرن التاسع عشر، التي سعت الى تعجيل قدوم السيد المسيح. تستدعيها الصعوبات المالية إلى منزل بيتر ولينا، وهما من تجار التحف الذين يرعونها مؤقتا، لكن قصص ماكس كوهين وزوجته لا تزال تطاردها وتلهمها بالرغبة في التجول في مواقع فعلية وكذلك النصب التذكارية مواقع في محاولة لتتبع تاريخ المنطقة في أرض الميعاد.
يذكر ان رواية “فيلة بيضاء” تمكنت من دخول القائمة المختصرة للإصدار الأول، حيث حصلت على جائزة وقدرها 30 ألف شيكل لكل واحد من بين الروايات الثلاث التي انضمت مؤخرا للقائمة وهي “فيلة بيضاء، ربيع مجنون، محدود” فيما سيحصل الفائز في مسار الإصدار الأول، الذي سيتم اختياره من القائمة المختصرة، على جائزة نقدية قيمتها 75 ألف شيكل. وتأسست جائزة “سابير” الأدبية المقدمة من قبل مفعال هبايس في العام 2000 بهدف تشجيع الأدب العبري وتعزيز القراءة، وهي تنظم للسنة الـ 22 على التوالي. وهذا العام تم تعديل قيمة الجوائز وأضيفت إليها 200 ألف شيكل ستمنح للفائزين في الفئات المختلفة. يحصل كل واحد من كتاب القائمة الطويلة على هبة بقيمة 30 ألف شيكل، فيما يحصل الكُتاب الخمسة الذين انضموا الى القائمة القصيرة على هبة قيمتها 60 ألف شيكل. أما الفائز بجائزة “سابير” الأدبية المقدمة من مفعال هبايس للعام 2022 سيحصل على هبة قيمتها 180 ألف شيكل وسيترجم كتابه ونشره باللغة العربية ولغة أجنبية أخرى يختارها. بالإضافة إلى ذلك، سيقتني مفعال هبايس 500 نسخة من كتب المؤلفين الخمسة الذين تم اختيارهم للقائمة القصيرة، لتقدم كهدية للمكتبات العامة في جميع أنحاء البلاد.
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، باحث دراسات ثقافية ومبادر منصة هُنا الجنوب