مواجهة التوحد بالكتابة رغم الأساس الوراثي للاصابة بالمرض

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف

تعد رواية “محدود” لمؤلفته إيلا بن لولو موسكوفيتش (54 عاما) العمل الأدبي الثاني الذي يتطرق مباشرة للتوحد من قبل الكاتبة، وبن لولو حاصلة على البكالوريوس في علم النفس والماجستير في التاريخ وفلسفة العلوم والأفكار، بن لولو هي أم لشاب مصاب بالتوحد وقد كرست حياتها لتطوير خطة علاج فريدة له، وهذا ما جاء بها في هذه المرة للكتابة والتأليف مع ابنها المصاب بالتوحد، لسرد حكاية ملؤها التعقيد، خصوصا وان ابنها استخدم عدة وسائل من اجل تعاطي المخدرات وتركه وشأنه كي يتم نقله فيما بعد الى مؤسسة داخلية وهناك يقوم بالانتحار، الا ان أمه عاشت وتعيش يوميا من أجله ولأجله، وهذا ما ساعده على اجتيازه جميع صعوبات الحياة بما فيها مرحلة ادمانه المخدرات.

رغم وجود أساس وراثي وجيه وراء الاصابة بالتوحد، الا ان ذلك لم يمنع الكاتبة وولدها من التأليف، وتتكون رواية “محدود” من قسم الأول يسرد قصة رونيت، وهي سيدة شابة وحيدة تأتي للعمل في حضانة تقع على جانب طريق رئيسي. هناك تلتقي برجل غريب لا يمكن فهمه، وتعلق في مجموعة متشابكة من المشاعر تبحث عن منفذ. علاقتها به عبارة عن قناع من الصمت والهلوسة والكسور، صدى لعالمها الخاص.

الحياة على جانب الطريق، تعيد الى الأذهان دراسة هارفارد الصادرة في كانون اول/ديسمبر 2014 التي أظهرت ان الأطفال الذين يولدون لأمهات تعرضن لمستويات عالية من الملوثات الجزيئية الدقيقة (الحياة على جانب طريق رئيسي) خلال المراحل المتأخرة من الحمل معرضون بواقع الضعف لخطر الاصابة بمرض التوحد عن الأطفال الذين كانت أمهاتهم تتنفسن هواء أكثر نقاء، وكانت دراسات سابقة قد أوجدت صلة بين التلوث والاصابة بالتوحد بما في ذلك دراسة نشرت نتائجها عام 2010 وتوصلت الى ان خطر الاصابة بهذا المرض يتضاعف لو عاشت الأم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل قرب طريق سريع تتعرض من خلاله للملوثات الجزيئية الدقيقة. ولم ترصد أي علاقة بين التوحد والملوثات الجزيئية الدقيقة قبل أو في أوائل فترة الحمل او عقب ولادة الطفل. إلا ان التعرض لمستويات عالية من هذه الملوثات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل ضاعف خطر الاصابة بالمرض، والملوثات الجزيئية الدقيقة لها صلة مباشرة بالإصابة بالربو وسرطان الرئة وأمراض القلب والأوعية الدموية.

يذكر ان رواية “محدود” تمكنت من دخول القائمة المختصرة للإصدار الأول، حيث حصلت على جائزة وقدرها 30 ألف شيكل لكل واحد من بين الروايات الثلاث التي انضمت مؤخرا للقائمة وهي “فيلة بيضاء، ربيع مجنون، محدود” فيما سيحصل الفائز في مسار الإصدار الأول، الذي سيتم اختياره من القائمة المختصرة، على جائزة نقدية قيمتها 75 ألف شيكل. وتأسست جائزة “سابير” الأدبية المقدمة من قبل مفعال هبايس في العام 2000 بهدف تشجيع الأدب العبري وتعزيز القراءة، وهي تنظم للسنة الـ 22 على التوالي. وهذا العام تم تعديل قيمة الجوائز وأضيفت إليها 200 ألف شيكل ستمنح للفائزين في الفئات المختلفة. يحصل كل واحد من كتاب القائمة الطويلة على هبة بقيمة 30 ألف شيكل، فيما يحصل الكُتاب الخمسة الذين انضموا الى القائمة القصيرة على هبة قيمتها 60 ألف شيكل. أما الفائز بجائزة “سابير” الأدبية المقدمة من مفعال هبايس للعام 2022 سيحصل على هبة قيمتها 180 ألف شيكل وسيترجم كتابه ونشره باللغة العربية ولغة أجنبية أخرى يختارها. بالإضافة إلى ذلك، سيقتني مفعال هبايس 500 نسخة من كتب المؤلفين الخمسة الذين تم اختيارهم للقائمة القصيرة، لتقدم كهدية للمكتبات العامة في جميع أنحاء البلاد.

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، باحث دراسات ثقافية ومبادر منصة هُنا الجنوب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى