قراءات متجددة في كتاب الإسلام هو الحل تحت قبة حرم جامعة حيفا

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف

جاء في رؤية مؤسس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، فضيلة الشيخ عبدالله نمر درويش رحمه الله (1948-2017). أن النهضة ثلاثية، والوصول اليها يكون تحصيل حاصل في اجتماع مآذن المساجد، وقباب الجامعات، ومداخن المصانع. واعتبر الشيخ الذي تزامن ميلاده ووفاته بذكرى النكبة ومجزرة كفر قاسم “كل من لم يفرض وجوده الواعي في المتغيرات المتسارعة تداس كرامته بلا رحمة”، موضحا “نحن نحب الحياة في سبيل الله، وليس فقط الموت في سبيل الله، الموت في سبيل الله لحظة، ولكن الحياة في سبيل الله مع دعوة رسول الله عمر كامل، حياة كاملة، فنحن أصحاب الحياة في سبيل الله”، مشيدا كذلك بأن “هذه الحركة هي دعوة الى رسول الله في هذه القرون، لن تذوي ولن تموت، ستبقى ما بقي القرآن العظيم، فبقاء دوركم في الحياة لن ينتهي ما بقي القرآن العظيم”.

بالنسبة للقارئ العربي فإنها بديهيات وهم يعرفون جيدا فضيلة الشيخ عبدالله نمر درويش الذي ولد في العام 1948 في كفر قاسم، وتخرج في 1971 من المدرسة الإسلامية (المعهد الديني) في نابلس. الا ان هذه الأمور تبدو غير مألوفة لدى الباحث العبري الذي يدرس في الجامعات الإسرائيلية، وهو ما صدر حديثا في الجامعة من خلال دفيئة حيفا لدراسة الأديان، التي دأبت على ترجمة كتاب “الإسلام هو الحل” لشيخ الدعوة الإسلامية من ترجمة دوريت هايتنر، وتقديم وتحرير بروفيسور يتسحاك فايسمنان. الذي جاء على أهم محطات حياة الشيخ عبدالله نمر درويش الذي أقام في 1972 أول نواة للحركة الإسلامية في كفر قاسم، وبداية نشر الدعوة ووصول صداها إلى البلدات المجاورة. إضافة الى اعتقاله في العام 1981، حيث حكم عليه بالسجن 4 أعوام، أمضى منها 3 أعوام، وكانت التهمة التي أدين بها صلته بتنظيم سري إسلامي “أسرة الجهاد”.

ركزت الترجمة العبرية للكتاب الصادر في 2021، على الاتجاهات الجديدة التي سعى فضيلة الشيخ عبدالله نمر درويش منحها لحركته استجابة للوضع الفريد للأقلية العربية بشكل عام وتقدّم إسرائيل على طريق العمل المشترك مع الفلسطينيين بشكل خاص. وتؤكد مرة تلو أخرى على الطبيعة المنفتحة لحركته ويدعو إلى التعاون بين كافة القوى السياسية في المجتمع العربي. وفي الوقت نفسه، يصرح مرارا وتكرارا التزام الحركة الإسلامية بالنظام الديمقراطي والعمل وفقا للقانون. من أجل الحوار مع الأغلبية اليهودية من أجل تحقيق سلام دائم في المنطقة.

الحركة الإسلامية الجنوبية هي حركة سياسية دينية تحمل فكر الإخوان المسلمين، كانت جزءا من الحركة الإسلامية العامة في إسرائيل التي تأسست عام 1971. لكنها انشقت عن الحركة بعد توقيع اتفاق اوسلو عام 1993. وتمحور الخلاف حول المشاركة في انتخابات الكنيست التي تقاطعها الحركة الشمالية، ورغم احتفاظها بعقيدة محافظة واعتبارها أن الإسلام هو الحل، تدعو الحركة الجنوبية الى الاندماج في المجتمع الإسرائيلي. لذا تخوض الحركة الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية منذ العام 1996، ومنذ ذلك الوقت وهي ممثلة في الكنيست تحت حزب “القائمة العربية الموحدة”.

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، باحث دراسات ثقافية ومبادر منصة هُنا الجنوب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى