طفولة الحيز الراديكالي: هُنا الخليل والتحكم بالوزن الزائد شبه معدوم

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف

يعتمد كتاب الباحثة عملي شاحاف “الطفولة في فضاء راديكالي: قصص أطفال الجيل المؤسس في الخليل 1968-1971” على رواد الاستيطان الاسرائيلي الأوائل في أكبر المدن الفلسطينية جنوب الضفة الغربية بعد حرب حزيران/يونيو 1967 المشهورة عربيا بالنكسة ويهوديا بالأيام الستة. وخلال الحرب التي استمرت ستة أيام استولى الجيش الإسرائيلي على 5900 كيلومتر مربع من الضفة الغربية والمدينة القديمة في القدس وأكثر من 20 قرية عربية على الجانب الشرقي من المدينة. وعلى الجبهات الأخرى استولت إسرائيل على مرتفعات الجولان من سوريا وشبه جزيرة سيناء المصرية وقطاع غزة الذي كان تحت إدارة مصر. وبعد حرب 1967 ضمت إسرائيل القدس وأصبحت تعتبر المدينة كلها “عاصمة أبدية لا تتجزأ” لها غير أن هذا الوضع لم يحظ بالاعتراف الدولي.

هذا الكتاب هو خلاصة رسالة الدكتوراه التي أصدرتها الدكتورة شاحاف في كانون أول/ديسمبر 2022 من اصدار الجامعة المفتوحة، ومما جاء فيه “عشية عام 1968، وصل عدد من الأطفال من مختلف التجمعات العبرية من جميع أنحاء البلاد مع والديهم إلى الخليل وبين عشية وضحاها وأصبحوا النواة المؤسسة للاستيطان على ظهر شاحنة سوسيتا قديمة، ولأول مرة، علقت اللافتة التي تشير بشكل لا لبس فيه انه يعيش هنا مستوطنو الخليل، وهكذا انطلق الأطفال في مسار حياة غير مسار حياتهم ووجه المجتمع الإسرائيلي”. وجذبت الأهمية الدينية للمدينة المستوطنين المصممين على توسيع الوجود اليهودي بها، ويعيشون هؤلاء المستوطنون في قلب المدينة تحت حماية القوات الإسرائيلية. وأقامت إسرائيل أول مستوطنة في مدينة الخليل عام 1968 عندما تم بناء مستوطنة كريات أربع في الجهة الشرقية من المدينة.

أوضحت مؤلفة الكتاب بالإشارة الى القيمة التاريخية الضاربة في القدم بكل ما يتعلق بمدينة الخليل انه “لها وجوه عدة، في تبني روايات لا حصر لها التي تلقي الضوء على جوانب مختلفة من قصة المدينة وأهلها وأماكنها. وكثيرا ما ناقشت كيفية تقديم المدينة. أي اختيار لمصدر أو آخر للمعلومات معقد ومشحون ومنضبط، ومن هنا تأتي الصعوبة، قررت أن أتوسع في الأمر من وجهات نظر مختلفة في متن الكتاب نفسها”.

وقعت إسرائيل والسلطة الفلسطينية في العام 1997 ملحقا خاصا لاتفاق أوسلو المرحلي سمي (بروتوكول الخليل) تضمن مواد وملاحق قسمت المدينة إلى قسمين أحدهما تحت السيطرة الفلسطينية الكاملة والثاني ضم البلدة القديمة تحت السيطرة الإسرائيلية. وأدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل على لائحة التراث العالمي.

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، باحث دراسات ثقافية ومبادر منصة هُنا الجنوب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى