حكايات لا تُنسى يرويها مراسل تلفزيون سريلانكا من عالم البرزخ

رواية “أقمار مالي ألميدا السبعة”، لمؤلفها الكاتب السريلانكي شيهان كاروناتيلاكا (48 عاما) هي الثانية للمؤلف التي تنال تقديرا عالميا بعد “الرجل الصيني”، الرواية التي أصدرها في 2011 ونالت خصوصا جائزة الكومنولث. وتدور أحداث الرواية الخيالية في قالب من الفكاهة السوداء في العاصمة السريلانكية كولومبو في تسعينيات القرن الماضي، عندما يستقيظ مالي ألميدا وهو مصور حربي الذي استيقظ في العام 1990 ويصحو داخل مكتب سماوي ويكتشف انه قد مات ويحاول معرفة من قتله ولديه سبعة أقمار يمكنه من خلالها التواصل مع أحبائه الأحياء وقيادتهم إلى أرشيف للصور التي التقطها للحرب الأهلية في سريلانكا.

تعيد رواية “أقمار مالي ألميدا السبعة” التي تعتمد أسلوب الهجاء الفكاهي الساخر الأحداث التاريخية التي شهدتها بلاده أثناء الحرب الأهلية التي انتهت عام 2009 في اعلان سريلانكا اتمامها القضاء على متمردي جبهة نمور تحرير تاميل إيلام وأعادت توحيد الأمة التي قسمتها الحرب الانفصالية لمدة 25 عاما. حيث حارب النمور التاميل لإقامة وطن مستقل لتاميل سريلانكا الذين يشكو كثيرون منهم من التهميش على يد حكومات متتالية تقودها الاغلبية السنهالية منذ الاستقلال عن بريطانيا في 1948. وهم مدرجون على قوائم الارهاب الاميركية الاوروبية والهندية لاستخدامهم التفجيرات واغتيال ساسة بما في ذلك تاميل معتدلون ورئيس الوزراء الهندي السابق راجيف غاندي.

حازت رواية الكاتب السريلانكي شيهان كاروناتيلاكا، على جائزة “بوكر” الأدبية البريطانية العريقة لعام 2022، وأشادت لجنة التحكيم بـ”السعة والكفاءة والجرأة والجسارة والفكاهة” التي برهن عنها المؤلّف في روايته. وكاروناتيلاكا هو ثاني سريلانكي يفوز بهذه الجائزة التي تمنح لأفضل رواية صادرة باللغة الإنجليزية، بعد مايكل أونداتجيز الذي حصل على بوكر في 1992 لروايته “المريض الإنجليزي”.

فيما حاز الروائي والمؤلف المسرحي الجنوب أفريقي، دايمون غالغت، في العام 2021 على جائزة بوكر الأدبية البريطانية العريقة عن روايته “ذي بروميس” التي تروي قصة عائلة مزارعين بيض بعد انتهاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. وتدور أحداث الرواية في الفترة بين نهاية نظام الفصل العنصري ورئاسة جاكوب زوما، وهي تصوّر انسلاخ أسرة بيضاء تدريجيا من بريتوريا مع تقدم البلاد في مسار الديمقراطية.

تكافئ جائزة بوكر سنويا منذ إطلاقها في العام 1969 صاحب “أفضل رواية مكتوبة بالإنجليزية”. وينال الفائز مكافأة مالية قدرها 50 ألف جنيه استرليني مع فتح أبواب الشهرة العالمية بالإضافة إلى قيمتها المعنوية وترسيخها مكانة صاحبها في الساحة الأدبية العالمية. وكانت مُنحت الجائزة في العام 2020 إلى الأسكتلندي دوغلاس ستيوارت عن روايته الأولى “شاغي بين” التي تدور أحداثها حول عائلة من العمّال في غلاسكو تعاني الإدمان على الكحول والفقر في مطلع ثمانينات القرن الماضي.

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، باحث دراسات ثقافية ومبادر منصة هُنا الجنوب