الطحاوي تركض خلف الشمس وقائمة البوكر تدفن ليل فلسطين الطويل
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف
توضح الروائية ميرال الطحاوي في مقابلتها الأخيرة أنها “تركت مصر منذ نحو خمسة عشر عامًا، قضيت السنوات الخمس الأولى بحثًا عن وظيفة، أتنقل بين الولايات من نيويورك الي فرجينيا ومن فرجينيا الى واشنطن ثم نورث كارولينا، ثم حظيت باستقرار نسبي حين تمّ تثبيتي في وظيفة أستاذ مساعد للأدب الحديث في جامعة ولاية اريزونا. وهناك بدأت خبرتي في عالم الغرب الأميركي (الميد ويست) والبلدات الحدودية التي هي في الأساس مناطق للتهريب والدخول غير الشرعي للمهاجرين”.
تضيف الطحاوي في مقابلتها عبر “النهار العربي” مع حسين عبد الرحيم “صارت رؤية مناطق الاحتجاز وعربة الترحيلات حدثًا يوميًا يوازي رؤية مجموعات من المتسلّلين الذين يفترشون الأرصفة، لا يجمع بينهم سوى القلق وتلك الحقائب التي يحملونها فوق ظهورهم. مشهد عاملات النظافة وعاملات البيوت ممن يعرضن المساعدة أصبح مؤلمًا. كانت كل البلدات التي تجاور مدينتي تبدأ بكلمة شمس لأسباب متعلقة بالمناخ أو الجغرافية: (سن فالي)، (سن شاين)، (سن هيلز). وقد لا يجمع بين هذه البلدات سوى تلك الشمس المحرقة المسلطة على الرقاب بلطفٍ حينًا، وبقسوةٍ أحيانًا”. كما تؤكد الطحاوي “أنا أعيش في بلد يعد أكبر مُستَقبِل للمهاجرين واللاجئين، وقارة تأسست على الهجرات وتعيش كل يوم أكبر حالات التسلل عبر حدودها، بل لا يمكن إحصاء عدد البشر الذين يموتون جوعًا وعطشاً على حدودها قبل أن يقضوا نحبهم في محاولة للعبور. وبما أنني أعيش في ولاية حدودية، أشاهد يوميًا القادمين الجدد وهم يتوسدون الأرصفة ويبحثون بلا كلل عن بقعة تظللهم من قسوة الشمس، تحت الجسور وفي الحدائق العامة وبين مخلفات البيوت. إن قضايا الهجرة والهجرة غير الشرعية وقوارب الموت قضايا يومية في تلك البلاد”.
تبدأ رواية ميرال الطحاوي “أيام الشمس المشرقة” المدرجة على القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” عن الروايات المرشّحة للقائمة الطويلة بدورتها للعام 2023، والتي تبلغ قيمة جائزتها 50 ألف دولار أميركي، حيث تتضمن القائمة 16 رواية. بانتحار جمال، الشاب ممزق الهوية، وتنتهي مع انتحار ميمي الفتاة الإفريقية الناجية من مذبحة عرقية في بلادها. ولفتت لجنة الجائزة الى ان ما بين الحادث الأول والمشهد الأخير تدور أحداث الرواية في بلدة صغيرة متخيلة تُسمى “الشمس المشرقة”، التي تقع على الحدود الجنوبية الغربية لأميركا، وتشهد سواحلها بشكل يومي عمليات تهريب العمّال والمهاجرين غير الشرعيين. تسلط الرواية الضوء على فئة مهمشة يظن الجميع، على عكس الواقع، أنها الفئة الناجية، وتمنح لهؤلاء المهمشين في المجتمع الغربي صوتاً، وتحفر عميقاً في أسئلة تخصهم. “أيام الشمس المشرقة” نموذج مثالي لتيهة الهجرة، لكنها، قبل كل شيء، رؤية الغريب التي تتمتع بالتمرد على الواقع الجديد، مع ذلك يخلق أسلوباً للتكيف مع قسوته.
الدكتورة ميرال الطحاوي كاتبة وروائية وأكاديمية مصرية، من مواليد المحافظة الشرقية، مصر، عام 1968، تعمل استاذاً للأدب العربي في كلية اللغات العالمية والترجمة بجامعة آريزونا الأميركية، ومن أشهر رواياتها: “الخباء” (1995)، “الباذنجانة الزرقاء” (1998) التي حازت على جائزة الدولة التشجيعية في الرواية سنة 2002، و”نقرات الظباء” (2002)، و”بروكلين هايتس” (2010)، التي ترشحت للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية في 2011، كما حازت على جائزة نجيب محفوظ عام 2011 التي تمنحها الجامعة الأميركية في القاهرة. ترجمت رواياتها إلى أكثر من عشرين لغة عالمية، ولها مجموعة قصصية ودراسات أكاديمية، وقد درّست في جامعات فرجينيا ونورث كارولينا وكلية العلوم في جامعة الفيوم.
عناوين روايات القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية للعام 2023 التي استثنت من قائمتها الطويلة الروايات الفلسطينية فيما حظيت الروايات المصرية بنصيب الأسد: “منا” للجزائري الصديق حاج أحمد | “صندوق الرمل” لليبية عائشة إبراهيم | “الكل يقول أحبك” للمصرية مي التلمساني | “ليلة واحدة تكفي” للأردني قاسم توفيق | “حجر السعادة” للعراقي أزهر جرجيس | “اسمي زيزفون” للسورية سوسن جميل حسن | “حاكمة القلعتين” للسورية لينا هويان الحسن | “بيتنا الكبير” للمغربية ربيعة ريحان | “كونشيرتو قورينا إدواردو” لليبية نجوى بن شتوان | “أيام الشمس المشرقة” للمصرية ميرال الطحاوي | “الأفق الأعلى” للسعودية فاطمة عبد الحميد | “عصور دانيال في مدينة الخيوط” للمصري أحمد عبد اللطيف | “الأنتكخانة” للمصري ناصر عراق | “بار ليالينا” للمصري أحمد الفخراني | “تغريبة القافر” للعماني زهران القاسمي | “معزوفة الأرنب” للمغربي محمد الهرادي.
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، باحث دراسات ثقافية ومبادر منصة هُنا الجنوب