قيامة شتات الصحراء في الساقية الحمراء: منّا البيت الكبير ومعزوفة الأرانب
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف
تعرف علاقات البوكر بين المغرب والجزائر خلال الفترة الأخيرة تطورات إيجابية، ترجمتها الترشيحات الأخيرة المدرجة على القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” عن الروايات المرشّحة للقائمة الطويلة بدورتها للعام 2023، والتي تبلغ قيمة جائزتها 50 ألف دولار أميركي، حيث تتضمن القائمة 16 رواية، في الوقت الذي يتحدث متابعون عن فتور بين البوكر والمغرب، لصالح تقارب غير مسبوق مع الجزائر على خلفية ملف الصحراء الحارق. عناوين روايات القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية للعام 2023 التي استثنت من قائمتها الطويلة الروايات الفلسطينية فيما حظيت الروايات المصرية بنصيب الأسد: “منا” للجزائري الصديق حاج أحمد | “صندوق الرمل” لليبية عائشة إبراهيم | “الكل يقول أحبك” للمصرية مي التلمساني | “ليلة واحدة تكفي” للأردني قاسم توفيق | “حجر السعادة” للعراقي أزهر جرجيس | “اسمي زيزفون” للسورية سوسن جميل حسن | “حاكمة القلعتين” للسورية لينا هويان الحسن | “بيتنا الكبير” للمغربية ربيعة ريحان | “كونشيرتو قورينا إدواردو” لليبية نجوى بن شتوان | “أيام الشمس المشرقة” للمصرية ميرال الطحاوي | “الأفق الأعلى” للسعودية فاطمة عبد الحميد | “عصور دانيال في مدينة الخيوط” للمصري أحمد عبد اللطيف | “الأنتكخانة” للمصري ناصر عراق | “بار ليالينا” للمصري أحمد الفخراني | “تغريبة القافر” للعماني زهران القاسمي | “معزوفة الأرنب” للمغربي محمد الهرادي.
معزوفة الأرنب: محمد الهرادي
الشخصية الرئيسية في رواية “معزوفة الأرنب” هو إدريس، المفتون بتاريخ روسيا وأبطال ثورتها وثقافتها. يعمل في أرشيف كئيب واقع في سرداب، وهناك يتتبع تجربة العائلات الروسية التي استوطنت الرباط بعد الثورة البلشفية. يعيش إدريس في عالم فنتازي موازي لعالمنا، يحاول من خلال أحلام اليقظة المتكررة تجاوز وجوده الكفكاوي وعمله الممل في السرداب، فيتخيل نفسه واحداً من أولئك الروس ويلقب نفسه “صاحب السموّ”. وفي الآن نفسه، يستعيد ذكريات مؤلمة من الطفولة، أبرزها مقتل الأب في ظروف صراعات سياسية دموية بعد استقلال المغرب. لم يكن أحد يأتي إلى السرداب أبداً، حتى جاءت سعاد، الزميلة الجديدة في العمل، والتي درست الأدب الإنجليزي، فتبدأ علاقة غرامية ملتبسة بينهما. محمد الهرادي كاتب مغربي من مواليد القنيطرة، عام 1946. عمل مفتشاً رئيسياً بوزارة التربية الوطنية، وأستاذاً في علوم التربية وباحثاً في مركز التوجيه والتخطيط التربوي بالرباط. صدرت له خمس روايات، هي “اللوز المرّ” (1980)، “أحلام بقرة” (1988)، “ديك الشمال” (2001)، “دانتي” (2015)، و”معزوفة الأرنب” (2022). كما أصدر مجموعة قصصية بعنوان “ذيل القط” (1990)، وسيرة “نوبير الأموي: موقع في قمة جبل” (1995).
منّا: الصديق حاج أحمد
تتناول رواية “مَنّا” موضوعاً جديداً في الرواية العربية: مصير الطوارق الذين فرّوا من أراضيهم على إثر جفاف العام 1973 الذي ضرب صحراء شمال مالي، واتجهوا نحو جنوب الجزائر وليبيا واستقرّوا في مخيمات اللجوء هناك. ومع مجيء 1980، وظّفهم القذافي في حروب في تشاد وجنوب لبنان، مقابل وعد إقامة دولة أزوادية مستقلة في شمال مالي. وبعد معاناتهم في الحروب ومعتقلات الأسر التشادية، يئسوا من القذافي ووعده بالوطن، وقاموا بسلسلة من الثورات ضد السلطات في مالي والنيجر. تُروى الرواية على لسان أحد اللاجئين الذي دوّن سيرته وسيرة ابنه على مخطوط ملطخ عُثر عليه في صندوق، نكتشف من خلاله تفاصيل التحولات السياسية والثقافية الهامة في المنطقة، أثناء الأربعين عاماً السابقة على سقوط القذافي في 2011. الصدّيق حاج أحمد كاتب جزائري من مواليد أدرار، الجزائر، عام 1967. أستاذ التعليم العالي لمقياس اللسانيات العامة ولسانيات الخطاب بكلية الآداب في جامعة أدرار، وهو مدير مخبر سرديات الصحراء في نفس الجامعة. فاز بالجائزة التقديرية الوطنية من وزارة الثقافة، حول الكتابة السردية عن الصحراء. أصدر ثلاث روايات: “مملكة الزيوان” (2013)، و”كاماراد” (2016)، و”مَنّا” (2021).
بيتنا الكبير: ربيعة ريحان
تدور أحداث “بيتنا الكبير” في المغرب، في النصف الأول من القرن العشرين، حيث تروي فريدة ذكريات طفولتها ونشأتها في البيت الكبير الذي شيده جدها كبور، وهو رجل قوي البنية، شهم وشجاع، صفع رجل السلطة في سوق القرية، في محاولة الدفاع عن فلاح اعتدى الرجل عليه ولاذ بالفرار. وبعد ذلك، يكوّن الجد أسرة كبيرة على ضفة نهر تانسيت بالقرب من مدينة أسفي. يتزوج بأربع نساء، ينجبن له عدداً لا يحصى من الأبناء الذين يعملون في خدمته، ويصبح تاجراً ناجحاً وأسطورة في المنطقة. تصف فريدة كيف أنها أجبرت على الانتقال من بيت أمها المطلقة لتعيش في البيت الكبير، وهناك تشارك في حياة هذا البيت ومن فيه من أجيال مختلفة من العائلة. وعند بلوغها الأربعين، تقرر الالتحاق بمعهد السينما وكتابة سيناريو حول الجد، تلك الشخصية الاستثنائية والملتبسة، وتاريخها الشخصي. ربيعة ريحان قاصة وروائية مغربية من مواليد المغرب، عام 1951. رئيسة المنتدى المغربي للثقافة والفنون، ومؤسسة مهرجان الإبداع النسائي في أسفي. ترأست فرع اتحاد كتاب المغرب في الرباط لسنتين. صدرت لها ثماني مجموعات قصصية، من بينها “مطر النساء” (1999) التي حازت على جائزة الإبداع النسائي بالإمارات العربية المتحدة. صدرت لها ثلاث روايات، هي “طريق الغرام” (2013)، “الخالة أم هاني” (2020) ، و”بيتنا الكبير” (2022). ترجمت بعض أعمالها إلى الألمانية والأسبانية الإنجليزية والدنماركية والفرنسية.
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، باحث دراسات ثقافية ومبادر منصة هُنا الجنوب