سارة تعزز مناهضة التحرش والاعتداء الجنسي ضد النساء في ترشيحات الأوسكار
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف
شهدت ترشيحات أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الأوسكار 2023 في نسختها 95 التي انطلقت دورتها الأولى في العام 1927 تنوعا كبيرا، وتسرد الأفلام التي تم الكشف عنها قصة لم تتحدث بها الأكاديمية من قبل خصوصا مع تركيزها على الابداع القادم من الشرق وتصدر الهند القائمة الموسيقية للترشيحات النهائية. أما ما جاءت به المخرجة السينمائية الكندية سارة بولي (44 عاما) مع فيلم “نساء يتحدثن” الذي خرج للقاعات في 2022، المقتبس عن رواية “حديث النساء” الصادرة في 2018 لمؤلفتها الكندية ميريام تويوز (58 عاما) فهي الحدث الأبرز ليس فقط بسبب التكهنات من حصوله على الجائزة أول لا انما مجرد ترشيحه لأفضل جائزة في التصوير وجائزة الاقتباس من الأدب الى السينما فهنا مكمن القوة للفيلم.
تدور الأحدث في الفيلم كما في الرواية في إطار درامي، حول مجموعة من السيدات المنعزلات في مستعمرة متشددة، ويكافحن للتمسك بإيمانهم، بينما يتعرضن للتحرشات والاعتداء الجنسية من قبل الرجال بالمستعمرة، كما يعرض التضامن بين النساء بعد تعرضهن للاعتداء الجنسي والجسدي. بالاستناد الى الأحداث الحقيقية التي حصلت بالفعل في مقاطعة مانيتوبا، تلك المستعمرة التي تدين بمذهب المينوناتية المسيحي، والمنعزلة في بوليفيا، والتي رفض سكانها مظاهر المدنية الحديثة، ألقي القبض على مجموعة من الرجال عام 2009، وأدينوا في قضايا اغتصاب واعتداءات جنسية ضد 151 امرأة وفتاة بينهن أطفال صغار.
وتطرقت هيئة الإذاعة البريطانية مطولا الى هذه الواقعة التي وصلت عالم الادب والسينما فيما يلي “تعود جذور المينوناتيين إلى ألمانيا وهولندا في القرن السادس عشر. إنهم مسالمون يمارسون طقوس تعميد البالغين ويعتقدون بوجوب البساطة في أسلوب الحياة. لقد لجأوا إلى بوليفيا بحثا عن الحرية الدينية والأرض والعزلة وعبروا في طريقهم روسيا وكندا والمكسيك. وعادة ما يرتحلون عندما يتهدد شيء استقلاليتهم. المادة التي عُثر عليها في قضية الاغتصاب والتي استخدمها المهاجمون لشلّ حركة الضحايا وأُسرهم مستخلَصة من نباتات استوائية معروفة في أمريكا اللاتينية، ويستخدمها بعض المزارعين المينوناتييين لتخدير الثيران قبل إخصائها. وفي مانيتوبا، يرّش الرجال هذه المادة عبر نوافذ غرف النوم قبل أن يقتحموها. وهي ذات أثر ملحوظ، لا سيما على الذاكرة. وقد يدرك المرء أن شيئا فظيعا حدث لكنه لا يستطيع تذكُّره. أو يمكن أن تترك الشخص الذي تعرّض لها منصاعا تماما وعاجزا، كما أن الثقافة المينوناتية متحيزة للغاية ضد المرأة، وفضلا عن ذلك، فإن النساء المينوناتيات شديدات الحياء، ولا ترغبن في الاتصال بالعالم الخارجي”.
هذه الأحداث المروعة، لم تكن سهلة كذلك على مخرجة الفيلم وهي مليئة بالتحديات بالنسبة لفيلم المخرجة سارة بولي التي نالت استحسان النقاد حول نساء مجتمع المستعمرة التي تدين بمذهب المينوناتية المسيحي، والمنعزلة في بوليفيا، كما ان الفيلم شهد صعودا شاقا في موسم الجوائز هذا. لكن إحدى الفئات التي تبدو فيها آمالها في الحصول على جائزة الأوسكار أكثر إشراقا هي أفضل سيناريو مقتبس. لكن هل يمكنها الصمود لتحقيق الفوز في هذا السباق؟ نساء يتحدثن (الرواية والفيلم) هو عمل يترك الجماهير والنقاد على حد سواء يشيدون به لأدائه الجريء في أحداث واقعية لمجتمع منعزل.
زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، باحث دراسات ثقافية ومبادر منصة هُنا الجنوب