آخر عرّافات دمشق بين حاكمة القلعتين واسمي زيزفون باستثناء اليمن

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف

بدأت الاحتجاجات على حكم الرئيس السوري بشار الأسد سلمية لتتحول إلى صراع متعدد الأطراف مستمر منذ أكثر كم عشر سنوات اجتذب إليه دولا مجاورة وقوى عالمية وتسبب في أكبر أزمة نزوح منذ الحرب العالمية الثانية. وتقول وكالات الأمم المتحدة إن نصف سكان سوريا، المقدر عددهم بنحو 23 مليونا عند بداية الأزمة، اضطروا للفرار من منازلهم. ومن بين هؤلاء 5.5 مليون يعيشون لاجئين بالمنطقة لا سيما في تركيا، بحسب ما تقول مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين. وهناك مئات الآلاف منتشرون في 130 دولة فيما يبلغ عدد النازحين بالداخل 6.7 مليون بينهم نحو 2.5 مليون طفل. وجاءت الترشيحات الأخيرة المدرجة على القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” عن الروايات المرشّحة للقائمة الطويلة بدورتها للعام 2023، والتي تبلغ قيمة جائزتها 50 ألف دولار أميركي، حيث تتضمن القائمة 16 رواية، لتعيد التأكيد على محورية هذا الموقع النازف بالتغاضي كليا عن الإنتاج اليمني الذي يعاني الأمرين. في الوقت الذي يتحدث متابعون عن فتور بين البوكر والمغرب، لصالح تقارب غير مسبوق مع الجزائر على خلفية ملف الصحراء الحارق. عناوين روايات القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية للعام 2023 التي استثنت من قائمتها الطويلة الروايات الفلسطينية فيما حظيت الروايات المصرية بنصيب الأسد: “منا” للجزائري الصديق حاج أحمد | “صندوق الرمل” لليبية عائشة إبراهيم | “الكل يقول أحبك” للمصرية مي التلمساني | “ليلة واحدة تكفي” للأردني قاسم توفيق | “حجر السعادة” للعراقي أزهر جرجيس | “اسمي زيزفون” للسورية سوسن جميل حسن | “حاكمة القلعتين” للسورية لينا هويان الحسن | “بيتنا الكبير” للمغربية ربيعة ريحان | “كونشيرتو قورينا إدواردو” لليبية نجوى بن شتوان | “أيام الشمس المشرقة” للمصرية ميرال الطحاوي | “الأفق الأعلى” للسعودية فاطمة عبد الحميد | “عصور دانيال في مدينة الخيوط” للمصري أحمد عبد اللطيف | “الأنتكخانة” للمصري ناصر عراق | “بار ليالينا” للمصري أحمد الفخراني | “تغريبة القافر” للعماني زهران القاسمي | “معزوفة الأرنب” للمغربي محمد الهرادي.

اسمي زيزفون: سوسن جميل حسن
تغوص “اسمي زيزفون” في الازدواجية الأخلاقية العربية التي تجعل الفرد وخاصة المرأة تتحصّن بشخصية غير شخصيتها، وتعيش على هامش حياتها وكأنها متفرّجة لا لاعبة أساسية في ملعب الحياة. تبدو ازدواجية إسم البطلة منطلقاً جيداً لإبراز هذه الإشكالية الكبيرة (جهيدة – زيزفون). عند حافة الستين وفي لحظة الغيبوبة الفارقة، ستدرك البطلة أن الحياة لها مفهوم آخر بعيد تماماً عمّا عاشته طيلة عمرها. يمشي زمن الرواية في خطين متوازيين، الزمن الراهن، بسرد الأحداث التي وقعت منذ أن أغمي عليها وهي في اللاذقية في يوم صيفي من 2019، إلى أن انتهت الرواية في الشهور الأولى من 2020. أمّا الخط الثاني، فهو الزمن الماضي عن طريق الاسترجاع. تأخذنا الرواية في قراءة طويلة للذات، كيف يكره الإنسان نفسه؟ وكيف يتمسك بالحياة ويحبها ولأي سبب يفعل ذلك؟ سوسن جميل حسن روائية وطبيبة سورية من مواليد دمشق، سوريا، عام 1957، تقيم في برلين. درست الطب البشري في جامعة تشرين في اللاذقية، سوريا. تدربت في مشافي أبو ظبي أوائل الثمانينيات، ومارست المهنة في مدينة اللاذقية. استقالت من عملها العام 2013 كي تتفرغ لمشروعها الروائي. صدرت لها ست روايات، من بينها “حرير الظلام” (2008)، “ألف ليلة في ليلة” (2010)، و”اسمي زيزفون” (2022). حصلت في العام 2020 على منحة إقامة كاتب، من وزارة الثقافة الألمانية، تُقدّم للكتاب الذين يكتبون بغير اللغة الألمانية، وكانت الوحيدة التي تكتب بالعربية. كما تكتب منذ سنوات للعديد من الصحف والمواقع والدوريات العربية.

حاكمة القلعتين: لينا هويان الحسن
بطلة الرواية، خاتون المغولية، من آخر ساحرات والعرّافات في سوريا. تبنت ابنتها الشابة موقفًا ناقدًا لمهنة أمها وغادرت إلى دمشق لتدرس الفلسفة بعيدًا عن سطوة أمها وصيتها. تختفي خاتون قبيل اقتحام فصائل داعش لشمال شرق الفرات وتحديداً تلك المنطقة التي تتوسط قلعتين تاريخيتين بنتهما الملكة زنوبيا، هما (حلبية وزلبية) على ضفاف الفرات. تحاول الابنة العثور على أمها، وعندما تيأس من العثور عليها تقرر كتابة قصة أمها وغيرها من نساء امتهنّ العرافة والسحر. تُطلعنا الرواية على طقوس تُمارس لاستحضار الأطياف ومحادثتها وتأخذنا في رحلة معرفية عن عالم مجهول، تُدان عادة النساء اللواتي يتعاملن وفق أسراره وخفاياه. لينا هويان الحسن روائية سورية من مواليد 1975. حائزة على دبلوم الدراسات العليا الفلسفية من جامعة دمشق. عملت في الصحافة العربية ابتداءا من عام 2003 وحتى اليوم. مقيمة حاليا في لبنان. صدرت لها تسعة أعمال موزعة بين الرواية والشعر والأعمال التوثيقية عن البادية السورية

زنجبيل الكتب | كايد أبو الطيف، باحث دراسات ثقافية ومبادر منصة هُنا الجنوب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى